مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٦٠ - الصفحة ٢٩٥
الفعل ومقارنته، مثل: استوى الماء والخشبة " (1).
ويلاحظ على هذين الحدين الأخيرين عدم كونهما مانعين من دخول الأغيار مما لا يعرب مفعولا معه، ك‍ (خالد) في نحو: اشترك زيد وخالد، وكالجملة في نحو: جاء زيد والشمس طالعة.
ويستفاد من كلام الحريري (ت 516 ه‍) تعريفه للمفعول معه بأنه:
المفعول الفضلة المنصوب بالفعل الذي قبله بواسطة الواو التي هي بمعنى (مع) (2).
وقد أخرج بقيد (الفضلة) نحو (خالد) في قولنا: اشترك زيد وخالد، فإنه لا يدخل في المفعول معه اصطلاحا، وإن كان منصوبا بالفعل الذي قبله بواسطة الواو، لأنه عمدة.
وحده الزمخشري (ت 538 ه‍) بقوله: " هو المنصوب بعد الواو الكائنة بمعنى (مع)، وإنما ينصب إذا تضمن الكلام فعلا، كقولك:
ما صنعت وأباك " (3).
" وإنما قال: (هو المنصوب)، لأن ثم أشياء كثيرة الواو فيها بمعنى (مع) ومع ذلك ليس مفعولا معه، كقولك: كل رجل وضيعته، و: ما شأن زيد وعمرو، فقال: (هو المنصوب) ليتميز به عن هذا " (4).
وسوف يأتي إشكال ابن هشام الأنصاري على أخذ (المنصوب) في حد المفعول معه عند تعقيبه على حد أبي حيان الأندلسي.

(١) شرح المقدمة المحسبة، ابن بابشاذ، تحقيق خالد عبد الكريم ٢ / ٣٠٩.
(٢) شرح ملحة الإعراب، الحريري، تحقيق بركات يوسف هبود: ١٧٢.
(٣) المفصل في علم العربية، جار الله الزمخشري: ٥٦.
(٤) الإيضاح في شرح المفصل، ابن الحاجب، تحقيق موسى العليلي 1 / 323.
(٢٩٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 290 291 292 293 294 295 296 297 298 299 300 ... » »»
الفهرست