مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٥٩ - الصفحة ٦١
أما أولا: فلأن الإيمان برسل عيسى إيمان بعيسى وسبق إليه، وهذا ما يفهمه أدنى الناس من أهل اللسان! وهل من فرق بين الإيمان به وبين الإيمان برسله؟! وكل أهل الإيمان بالله سبحانه وتعالى قد آمنوا برسله وصدقوهم؟!
وأما ثانيا: فإن كل خبر خالف الكتاب بالتباين والتناقض، فإنه مردود، سواء كان في القصص أو في الأحكام، ولكن لا اختلاف بين مدلول خبرنا ومدلول الكتاب، فضلا عن أن يكون بينهما مناقضة.
وأما ثالثا: فإن محل الاستدلال بالرواية هو الفقرة الأخيرة المتعلقة بأمير المؤمنين عليه السلام، ولذا فقد جاءت الرواية في بعض ألفاظها خالية عن الفقرتين السابقتين.
ورابعا: قوله: " وأيضا، انحصار السباق في ثلاثة... ".
رد للحديث الصحيح والنص الصريح بالاجتهاد، نظير تكذيب إمامة ابن تيمية حديث المؤاخاة، حتى رد عليه الحافظ ابن حجر العسقلاني (1).
وخامسا: قوله: " وبعد اللتيا والتي، أية ضرورة أن يكون كل سابق صاحب الزعامة الكبرى وكل مقرب إماما؟! "..
جهل أو تجاهل، فقد تقدم في كلام العلامة الحلي أن هذه فضيلة لم تثبت لغير أمير المؤمنين عليه السلام، فهو الأفضل، فيكون هو الإمام.
وسادسا: قوله: " وأيضا لو كانت هذه الرواية صحيحة لكانت مناقضة للآية صراحة... "..
فقد سبقه فيه ابن تيمية، إذ قال في الوجوه التي ذكرها بعد دعوى

(١) فتح الباري في شرح صحيح البخاري ٧ / 217.
(٦١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 56 57 58 59 60 61 62 63 64 65 66 ... » »»
الفهرست