مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٥٩ - الصفحة ٥٨
قالت الشيعة: روي عن ابن عباس مرفوعا أنه قال: السابقون ثلاثة، فالسابق إلى موسى يوشع بن نون، والسابق إلى عيسى صاحب ياسين، والسابق إلى محمد صلى الله عليه [وآله] وسلم علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه.
ولا يخفى أن هذا أيضا تمسك بالرواية لا بالآية.
ومدار إسناد هذه الرواية على أبي الحسن الأشقر، وهو ضعيف بالإجماع، قال العقيلي: هو شيعي متروك الحديث.
ولا يبعد أن يكون هذا الحديث موضوعا، إذ فيه من أمارات الوضع أن صاحب ياسين لم يكن أول من آمن بعيسى، بل برسله كما يدل عليه نص الكتاب، وكل حديث يناقض مدلول الكتاب في الأخبار والقصص فهو موضوع كما هو المقرر عند المحدثين.
وأيضا: انحصار السباق في ثلاثة رجال غير معقول، فإن لكل نبي سابقا بالإيمان به لا محالة.
وبعد اللتيا والتي، أية ضرورة أن يكون كل سابق صاحب الزعامة الكبرى وكل مقرب إماما؟!
وأيضا: لو كانت هذه الرواية صحيحة لكانت مناقضة للآية صراحة، لأن الله تعالى قال في حق السابقين: * (ثلة من الأولين * وقليل من الآخرين) * (1) والثلة هو الجمع الكثير، ولا يمكن أن يطلق على الاثنين جمع كثير، ولا على الواحد قليل أيضا، فعلم أن المراد بالسبق من الآية عرفي، أو إضافي شامل للجماعة الكثيرة، لا حقيقي، بدليل الآية الأخرى:

(٥٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 53 54 55 56 57 58 59 60 61 62 63 ... » »»
الفهرست