مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٥٨ - الصفحة ٢٢٨
فلما رأى أن لا نجاة وأنه * هو الموت لا ينجيه منه الموازر تندم لو يغنيه طول ندامة * عليه وأبكته الذنوب الكبائر بكى على ما أسلف (1) من خطاياه، وتحسر على ما خلف من دنياه، حيث لا ينفعه الاستعبار، ولا ينجيه الاعتذار، من هول المنية، ونزول البلية!
أحاطت به آفاته وهمومه * وأبلس (2) لما أعجزته المعاذر فليس له من كربة الموت فارج * وليس له مما يحاذر ناصر وقد جشأت (3) خوف المنية نفسه * ترددها دون اللهاة الحناجر وما عسى أن ينال هنالك؟! خف عنه عواده، وأسلمه أهله وأولاده، وارتفعت الرنة (4) والعويل، ويئسوا من برء العليل، وغمضوا بأيديهم عينيه، ومدوا عند خروج نفسه [يديه و] (5)

(١) في نسخة " ن ": سلف.
(٢) أبلس: خاب " حاش ".
(٣) جشأت نفسه: نهضت من حزن أو فزع. لسان العرب ١ / ٤٨ مادة " جشأ ".
(٤) الرنة: الصوت والصياح في الفرح أو الحزن. لسان العرب ١٣ / 187 مادة " رنن ".
(5) من " صح ".
(٢٢٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 223 224 225 226 227 228 229 230 231 232 233 ... » »»
الفهرست