مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٥٧ - الصفحة ٣٣
فكان مما أسقط منه: إن الأبطح بمكة... فإن هذا جهل من ابن تيمية، لأن الأبطح في اللغة هو: المسيل الواسع فيه دقاق الحصى، كما لا يخفى على من راجع الكتب اللغوية من الصحاح والقاموس والنهاية وغيرها في مادة " بطح "، قالوا: " ومنه بطحاء مكة ".
بل ذكر السمهودي في كتابه في تاريخ المدينة المنورة في بقاعها ما يسمى بالبطحاء (1).
وأما أن سورة المعارج مكية، فالجواب:
أولا: إن كونها مكية لا يمنع من كون بعضها مدنيا، حتى الآيات الأولى، لوجود نظائر لذلك في القرآن الكريم، كما هو مذكور في كتب هذا الشأن، بل تكفي مراجعة كتب التفسير في أوائل السور، حيث يقولون مثلا: مكية إلا كذا من أولها، أو الآية الفلانية.
وثانيا: إنه لا مانع من تكرر نزول الآية المباركة، ولهذا أيضا نظائر في القرآن الكريم، وقد عقد له باب في كتب علوم القرآن، مثل الإتقان للحافظ السيوطي.
وأما أن الآية * (وإذ قالوا اللهم...) * مدنية نزلت في واقعة بدر، فالاعتراض به عجيب جدا، وقد كان على مقلده أن يسقطه أيضا، إذ ليس في الرواية عن سفيان بن عيينة ذكر لنزول هذه الآية في قضية غدير خم، وإنما جاء فيها أن الأعرابي خرج وهو يقول: اللهم إن كان ما يقوله محمد حقا فأمطر علينا حجارة من السماء... فما هو وجه الإشكال؟!
هذا، وقد تعرضنا للجواب عن جميع جهات كلام ابن تيمية في

(1) خلاصة الوفا بأخبار دار المصطفى: 246.
(٣٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 ... » »»
الفهرست