مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٥٥ - الصفحة ٩٣
ولنا على هذا النص أربعة تساؤلات:
الأول: هل إن الخليفة جمع أحاديث رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) في عهده (صلى الله عليه وآله وسلم)، أم من بعده؟!
الثاني: لماذا بات الخليفة ليلته يتقلب؟! ألعلة كان يشكو منها؟!
أو لأمر يتعلق بالغزوات والحروب؟! أم لشئ آخر؟!
الثالث: كيف انقلب المؤتمن الثقة إلى غير مؤتمن؟! وما معنى " فأكون نقلت ذلك "؟!
الرابع: لم أحرق الخليفة ما جمعه؟!
أما جوابنا عن السؤال الأول:
فينتزع من جملة " جمع أبي "، لأنها تفيد بأن الجمع - من قبل الخليفة - جاء بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، لأنه لو كان قد كتب أحاديث الرسول أيام حياته (صلى الله عليه وآله وسلم) لقالت عائشة: كتب أبي حديث رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، أو:
أملى رسول الله على أبي الحديث، فكتب، ولم تقل: " جمع أبي الحديث عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) "، لأن جملة " جمع أبي حديث رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) " غير جملة " جمع أبي الحديث عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ".
فمجئ كلمة " الحديث " و " عن " في كلام عائشة يفهم بأن الخليفة صار إلى هذا الفعل بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم).
ويؤكد هذا القول توقف أصحاب السير والتاريخ عن ذكر اسم الخليفة في من دون أحاديث رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) على عهده!!
ويضاف إليه: أن جملة " ولم يكن كما حدثني " توحي بأن الجمع كان
(٩٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 88 89 90 91 92 93 94 95 96 97 98 ... » »»
الفهرست