مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٥٥ - الصفحة ١٤٦
المحظور في حالة، وتجعل المباح محظورا في حالة أخرى، فهي من الأحكام الثانوية الباقية ببقاء أسبابها، وعند زوال أسبابها يرجع إلى الحكم الأولي بلا خلاف.
ومستند أحكام الضرورة مأخوذ من القرآن الكريم، والسنة الثابتة.
أما من القرآن الكريم، فيدل عليه:
قوله تعالى: * (وما جعل عليكم في الدين من حرج) * (1).
وقوله تعالى: * (فمن اضطر غير باغ ولا عاد فلا إثم عليه) * (2).
وقوله تعالى: * (ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة) * (3).
وقوله تعالى: * (إلا ما اضطررتم إليه) * (4).
وقوله تعالى: * (يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر) * (5).
وأما من الحديث الشريف، فيدل عليه:
قول رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) المروي في كتب الفريقين: " رفع عن أمتي تسعة: الخطأ، والنسيان، وما أكرهوا عليه، وما لا يطيقون، وما لا يعلمون، وما اضطروا إليه، والحسد، والطيرة، والتفكر في الوسوسة في الخلق ما لم ينطق بشفة " (6).

(١) سورة الحج ٢٢: ٧٨.
(٢) سورة البقرة ٢: ١٧٣.
(٣) سورة البقرة ٢: ١٩٥.
(٤) سورة الأنعام ٦: ١١٩.
(٥) سورة البقرة ٢: ١٨٥.
(٦) كتاب التوحيد - للصدوق -: ٣٥٣ ح ٢٤ باب الاستطاعة، وانظر: الخصال: ٤١٧ ح ٩ باب التسعة، من لا يحضره الفقيه ١ / ٣٦ ح ١٣٢ باب ١٤، نوادر أحمد بن محمد بن عيسى: ٧٤ ح ١٥٧، وأخرجه في وسائل الشيعة عن التوحيد والخصال.
راجع: الوسائل ١٥ / ٣٦٩ ح ٢٠٧٦٩ باب ٦٥ من أبواب جهاد النفس، و ج ٢٣ / ٢٣٧ ح ٢٩٤٦٦ باب ١٦ من أبواب كتاب الإيمان، كما أخرجه محدثو العامة في كتبهم ومن طرقهم بألفاظ أخر.
وراجع: السنن الكبرى - البيهقي - ٦ / ٨٤، فتح الباري - لابن حجر -: ١٦٠ - ١٦١، كشف الخفاء - للعجلوني - ١ / ٥٢٢، كنز العمال ٤ / ٢٣٣ ح ١٠٣٠٧، وقد عده السيوطي في الدرر المنتثرة: 87 من الأحاديث المشهورة.
(١٤٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 141 142 143 144 145 146 147 148 149 150 151 ... » »»
الفهرست