مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٥٤ - الصفحة ٣٦٥
وفي سنة 1206 ه‍ نزل أصفهان وعزم على السكنى بها، فاجتمع عليه طلاب العلم الأفاضل حتى عرف في وسطه، وتألق نجمه، وطبق ذكره نوادي العلم بها - وما أكثرها وأعظمها يومذاك - ولم يزل اسمه على مر الزمن يزداد ذيوعا وشيوعا حتى احتل مركزا عظيما وحصل رئاسة عامة، ومرجعية كبرى، وزعامة عظمى " (1).
وكان فقيرا لا يملك شروى نقير، ولم يكن لديه من الكتب إلا مجلدا واحدا من المدارك، وليس له شئ من الأموال إلا منديلا واحدا لمحل الخبز، وسكن في مدرسة السلطان المفتوح بابه إلى چهارباغ العباسي المعروفة في أصفهان بمدرسة " چهارباغ "، واجتمع الطلاب والمشتغلون عنده للتحصيل والتعلم، حتى عرف في الأوساط العلمية.
" وكانت بينه وبين العالم الزعيم الحاج محمد إبراهيم الكلباسي (2) صلة متينة، وصداقة تامة من بدء أمرهما، فقد كانا زميلين كريمين في النجف تجمع بينهما معاهد العلم، وشاء الله أن تنمو هذه المودة شيئا

(1) الكرام البررة 2 / 193 - 194 من القسم الأول.
(2) " هو الشيخ الحاج محمد إبراهيم بن محمد حسن الخراساني الكاخي الأصفهاني الكلباسي، من أعاظم علماء عصره المشاهير، ولد في ربيع الآخر 1180 ه‍، هاجر إلى العراق، فأدرك الوحيد البهبهاني والسيد مهدي بحر العلوم والشيخ كاشف الغطاء ومؤلف الرياض والمقدس الكاظمي، وحضر عليهم مدة طويلة.
ثم رجع إلى إيران، فحل في بلدة قم، واشتغل بها على المحقق القمي، ثم سافر إلى كاشان، فحضر على عالمها الشهير النراقي، ثم عاد إلى أصفهان، فحفت به طبقاتها، وألقت إليه الرئاسة أزمتها... وكان يؤم الناس في مسجد الحكيم، ويرقى المنبر بعد الصلاة ويعظ الحضور، وكان في غاية التواضع، وحسن الخلق، وسلامة النفس، وكانت بينه وبين الحجة الكبير (المترجم) صلة وثيقة لم تخل بها زعامة كل منهما ومرجعيته، توفي - عليه الرحمة - في 8 جمادى الأولى سنة 1261 ه‍ ". الكرام البررة 2 / 14 من القسم الأول.
(٣٦٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 360 361 362 363 364 365 366 367 368 369 370 ... » »»
الفهرست