مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٥٤ - الصفحة ٣٥٩
حديثا خالصا غير مكرر، اختارها من زهاء ستمائة ألف حديث (1).
وفي صحيح مسلم أربعة آلاف حديث أصول دون المكررات، صنفه من بين ثلاثمائة ألف حديث (2).
وفي سنن أبي داود أربعة آلاف وثمانمائة حديث، انتخبها من بين خمسمائة ألف حديث (3).
وذكر أحمد بن حنبل في مسنده ثلاثين ألف حديث، انتخبها من بين سبعمائة وخمسين ألف حديث، وكان يحفظ ألف ألف حديث (4).
هذا بحسب مبانيهم ومسالكهم في انتقاء الحديث وانتخابه، إلا أنه - مع ذلك كله - لم تخل الكتب الموصوفة بالصحة من الأباطيل والموضوعات والأكاذيب، لكن تفصيل ذلك وشرحه موكول إلى محله.
وقد دون العلامة الأميني - قدس الله نفسه الزكية - فصلا مطولا، ذكر فيه سلسلة الكذابين والوضاعين، والذين وضعوا الحديث حسبة، والنسخ الموضوعة للكذابين، وسلسلة الموضوعات عن الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله)، وسلسلة الموضوعات في الخلافة وغيرها إذ أعطى الموضوع حقه - ولم يكن بصدد استيعابه وتحقيقه بصورة كاملة - فجزاه الله عن الإسلام خير الجزاء (5).
أما بالنسبة إلى الشيعة فقد عنوا بعلم الرجال عناية بالغة، حتى عد من العلوم الرئيسية لكل من أراد الاستنباط واستخراج الأحكام الشرعية، إذ

(١) إرشاد الساري ١ / ٢٨، صفة الصفوة ٤ / ١٤٣.
(٢) المنتظم ٥ / ٣٢، طبقات الحفاظ ٢ / ١٥١ - ١٥٧، شرح صحيح مسلم ١ / ٣٢.
(٣) المنتظم ٥ / ٩٧، طبقات الحفاظ ٢ / ١٥٤، تاريخ بغداد ٩ / ٥٧.
(٤) طبقات الحفاظ ٢ / ١٧.
(٥) الغدير ٥ / 208 - 378.
(٣٥٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 352 353 355 357 358 359 360 361 362 363 364 ... » »»
الفهرست