مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٥٣ - الصفحة ٢١١
ورجل يدعو على امرأته وقد جعل الله عز وجل تخلية سبيلها بيده.
ورجل يقعد في بيته ويقول: رب ارزقني ولا يخرج ولا يطلب الرزق، فيقول الله عز وجل له: عبدي! ألم أجعل لك السبيل إلى الطلب والضرب في الأرض بجوارح صحيحة؟! فتكون قد أعذرت في ما بيني وبينك في الطلب لاتباع أمري، ولكي لا تكون كلا على أهلك، فإن شئت رزقتك، وإن شئت قترت عليك وأنت غير معذور عندي.
ورجل رزقه الله مالا كثيرا فأنفقه ثم أقبل يدعو: يا رب ارزقني، فيقول الله عز وجل: ألم أرزقك رزقا واسعا؟! فهلا اقتصدت فيه كما أمرتك ولم تسرف وقد نهيتك عن الإسراف.
ورجل يدعو في قطيعة رحم.
وفي قرب الإسناد: 79 ح 258 بسنده عن مسعدة بن زياد، عن جعفر، عن آبائه (عليهم السلام)، أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال: أصناف لا يستجاب لهم:
منهم من أدان رجلا دينا إلى أجل فلم يكتب عليه كتابا، ولم يشهد عليه شهودا.
ورجل يدعو على ذي رحم.
ورجل تؤذيه امرأته بكل ما تقدر عليه، وهو في ذلك يدعو الله عليها ويقول: اللهم أرحني منها، فهذا يقول الله له: يا عبدي! أوما قلدتك أمرها؟! فإن شئت خليتها، وإن شئت أمسكتها.
ورجل رزقه الله تبارك وتعالى مالا ثم أنفقه في البر والتقوى، فلم يبق له منه شئ، وهو في ذلك يدعو الله أن يرزقه، فهذا يقول له الرب تبارك وتعالى: أولم أرزقك وأغنيك، أفلا اقتصدت ولم تسرف؟! إني لا أحب المسرفين.
(٢١١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 206 207 208 209 210 211 212 213 215 216 217 ... » »»
الفهرست