مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٥٢ - الصفحة ٣٣
وقال ابن تيمية في معنى " الصديق ": " قد يراد به الكامل في الصدق، وقد يراد به الكامل في التصديق " (1).
قلت:
وسواء كان المراد هذا أو ذاك فليس إلا أمير المؤمنين عليه السلام.
ولولا أن أبا ذر الغفاري - رضي الله عنه - من شيعته لما قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في حقه: " ما أقلت الغبراء ولا أظلت الخضراء من رجل أصدق لهجة من أبي ذر " (2)، ولما حسده عمر بن الخطاب على ذلك (3).
6 - ومع ذلك كله، فلم يسم الجمهور ب‍ " الصديق " عليا ولا أبا ذر!!
وجعلوه لقبا لأبي بكر، مع اعترافهم بعدم ورود ذلك عن رسول الله فيه بسند معتبر، فخالفوه صلى الله عليه وآله وسلم مرتين!!
ثم حاول بعضهم توجيه ذلك بأنه لكون أبي بكر أول من آمن وصدق برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وهذا أول الكلام، فقد ثبت وتحقق في محله أن أول من أسلم وصدق هو: أمير المؤمنين علي بن أبي طالب، وأما أبو بكر فقد جاء في الرواية الصحيحة عن محمد بن سعد بن أبي وقاص: " قال: قلت لأبي: أكان أبو بكر أولكم إسلاما؟ فقال: لا، ولقد أسلم قبله أكثر من خمسين " (4).

(١) منهاج السنة ٤ / ٢٦٦.
(٢) سنن الترمذي ٥ / ٦٢٨، مسند أحمد ١ / ١٦٣، المستدرك على الصحيحين ٣ / ٣٤٢ وصححه على شرط مسلم وأقره الذهبي، سنن ابن ماجة ١ / ٥٥.
(٣) سنن الترمذي ٥ / ٦٢٨.
(٤) تاريخ الطبري ٢ / 316.
(٣٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 ... » »»
الفهرست