مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٥١ - الصفحة ٣٧٩
والنصب ياء ونونا " (1).
وعبر السيرافي (ت 368 ه‍) وعبد القاهر الجرجاني (ت 471 ه‍) ومن بعدهما (2)، بلفظ " المفرد " حتى استقر عنوانا للمعنى الاصطلاحي.
قال ابن بابشاذ: من الأسماء " نوع يدخله الرفع والنصب والجر والتنوين، وذلك كل اسم مفرد صحيح منصرف، وقولنا: (مفرد) احتراز من التثنية والجمع... ما خلا جمع التكسير، فإن إعرابه كإعراب الأسماء المفردة " (3).
وقال الجرجاني: " والأعداد تميز على ثلاثة أوجه، أحدها: أن تضاف... إلى مفرد، نحو: مئة درهم " (4).
ويلاحظ أن النحاة لم يعنوا بتعريف المفرد بهذا المعنى، وأنه ما دل على واحد أو واحدة، ولعله لكونه واضحا، بقرينة مقابلته للمثنى والجمع.
وأما المفرد بالمعنى المقابل للمضاف والشبيه به، فهو شامل للمفرد بالمعنى الأول ولما يقابله من المثنى والجمع، ومن موارد استعمالهم له بهذا المعنى قول سيبويه: " إذا لقبت المفرد بمضاف والمضاف بمفرد، جرى أحدهما على الآخر كالوصف... وذلك قولك: هذا زيد وزن سبعة، وهذا عبد الله بطة " (5).

(1) المقتضب، المبرد، تحقيق محمد عبد الخالق عضيمة 1 / 193.
(2) أ - أسرار العربية، ابن الأنباري، تحقيق فخر صالح قدارة: 53 و 65.
ب - الفصول الخمسون، ابن معطي، تحقيق محمود الطناحي: 155.
ج - شرح جمل الزجاجي، ابن عصفور، تحقيق صاحب أبو جناح 2 / 444.
(3) شرح المقدمة المحسبة، ابن بابشاذ، تحقيق خالد عبد الكريم 1 / 100.
(4) الجمل، عبد القاهر الجرجاني، تحقيق علي حيدر: 30.
(5) كتاب سيبويه 3 / 295.
(٣٧٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 374 375 376 377 378 379 380 381 382 383 384 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة