مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٥٠ - الصفحة ٩٤
الحصر كذلك، كقوله تعالى: * (وما على الرسول إلا البلاغ) * (1).
و * (فهل على الرسول إلا البلاغ المبين) * (2).
و * (فإن توليتم فاعلموا أنما على رسولنا البلاغ المبين) * (3).
وهكذا غيرها من الآيات.
وأما قوله تعالى: * (ولكل قوم هاد) *، فمن جعل " الهادي " هو " رسول الله " صلى الله عليه وآله وسلم، فقد جعل " الواو " عاطفة، فيكون * (هاد) * عطفا على * (منذر) * و * (ولكل قوم) * متعلق ب‍ * (هاد) *.
أو يكون * (هاد) * خبرا لمبتدأ مقدر، أي: وأنت هاد.
لكن يرد الأول: بأنه يستلزم الفصل بين المعطوف والمعطوف عليه بالجار والمجرور، وهو غير جائز عند المحققين من النحويين.
ويرد الثاني، بأنه مستلزم للتقدير، ومن الواضح أنه خلاف الأصل.
على أن القول بأن " الهادي " في الآية هو " رسول الله " نفسه إغفال للحديث الصحيح الوارد بتفسيرها، الصحيح في أنه علي عليه السلام، وبه يجاب عن قول من فسر الآية برأيه، فجعل " الهادي " هو " الله " أو " العمل " أو غير ذلك، وهي تفاسير باطلة لم يوافق عليها حتى ابن تيمية والآلوسي.
وعلى ما ذكرنا تكون " الواو " استئنافية.
فيكون معنى الآية: كون النبي صلى الله عليه وآله وسلم منذرا، ولكل قوم هاد إلى ما جاء به النبي، وهو " علي " عليه السلام، الذي حفظ ونشر ما

(٩٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 89 90 91 92 93 94 95 96 97 98 99 ... » »»
الفهرست