مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٥٠ - الصفحة ٧٦
الرواية إنما جعل عليا كرم الله تعالى وجهه مثالا من علماء الأمة وهداتها إلى الدين، فكأنه عليه الصلاة والسلام قال: يا علي هذا وصفك، فيدخل الخلفاء الثلاث، وسائر علماء الصحابة رضي الله تعالى عنهم، بل وسائر علماء الأمة.
وعليه: فيكون معنى الآية: إنما أنت منذر ولكل قوم في القديم والحديث إلى ما شاء الله تعالى هداة دعاة إلى الخير.
وظاهره أنه لم يحمل تقديم المعمول في خبر ابن عباس رضي الله تعالى عنهما على الحصر الحقيقي، وحينئذ لا مانع من القول بكثرة من يهتدى به.
ويؤيد عدم الحصر ما جاء عندنا من قوله صلى الله عليه [وآله] وسلم: (اقتدوا باللذين من بعدي: أبي بكر وعمر) وأخبار أخر متضمنة لإثبات من يهتدى به غير علي كرم الله تعالى وجهه، وأنا أظنك لا تلتفت إلى التأويل، ولا تعبأ بما قيل، وتكتفي بمنع صحة الخبر وتقول: ليس في الآية مما يدل عليه عين ولا أثر " (1).
أقول:
وكلامهم حول هذا الحديث الشريف يكون في جهتين، جهة السند، وجهة الدلالة، ونحن نتكلم على كلتا الجهتين، بالنظر إلى الكلمات المذكورة، لتظهر الحقيقة لكل منصف حر..

(1) روح المعاني 13 / 108.
(٧٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 71 72 73 74 75 76 77 78 79 80 81 ... » »»
الفهرست