مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٥٠ - الصفحة ٧٢
علي كلمة واحدة، وأكثر الذين آمنوا بالنبي صلى الله عليه [وآله] وسلم واهتدوا به لم يهتدوا بعلي في شئ.
وكذلك لما فتحت الأمصار وآمن واهتدى الناس بمن سكنها من الصحابة وغيرهم، كان جماهير المؤمنين لم يسمعوا من علي شيئا، فكيف يجوز أن يقال: بك يهتدي المهتدون؟!
السادس: أنه قد قيل معناه: إنما أنت نذير ولكل قوم هاد، وهو الله تعالى، وهو قول ضعيف. وكذلك قول من قال: أنت نذير وهاد لكل قوم، قول ضعيف. والصحيح أن معناها: إنما أنت نذير، كما أرسل من قبلك نذير، ولكل أمة نذير يهديهم أي يدعوهم، كما في قوله: * (وإن من أمة إلا خلا فيها نذير) * [سورة فاطر: 24]، وهذا قول جماعة من المفسرين، مثل قتادة وعكرمة وأبي الضحى وعبد الرحمن بن زيد.
قال ابن جرير الطبري: (حدثنا بشر، حدثنا يزيد، حدثنا سعيد، عن قتادة.
وحدثنا أبو كريب، حدثنا [وكيع، حدثنا] سفيان، عن السدي، عن عكرمة ومنصور، عن أبي الضحى: * (إنما أنت منذر ولكل قوم هاد) * قالا: محمد هو المنذر وهو الهادي).
(حدثنا يونس، حدثنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد: لكل قوم نبي.
الهادي: النبي والمنذر: النبي أيضا. وقرأ: * (وإن من أمة إلا خلا فيها نذير) * [سورة فاطر: 24]، وقرأ: * (نذير من النذر الأولى) * [سورة النجم: 56]، قال: نبي من الأنبياء).
(حدثنا بشار، حدثنا أبو عاصم، حدثنا سفيان، عن ليث، عن
(٧٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 67 68 69 70 71 72 73 74 75 76 77 ... » »»
الفهرست