مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٥٠ - الصفحة ١٠٩
المرسل لغة واصطلاحا:
أصل المرسل في اللغة: الإطلاق وعدم المنع، مأخوذ من قولهم:
كان لي طائر فأرسلته، أي: خليته وأطلقته، وأرسلت الكلام إرسالا: أطلقته من غير تقييد (1). ومنه قوله تعالى: * (إنا أرسلنا الشياطين على الكافرين) * (2)، أي: مطلقا.
ولعله - كما قيل - مأخوذ من إرسال الدابة، بمعنى رفع القيد والربط عنها، فكأن المرسل - بإسقاطه الراوي - رفع الربط الحاصل بين رجال السند (3).
وقد يكون مأخوذا من قولهم: جاء القوم إرسالا، أي متفرقين، لأن بعض الإسناد منقطع عن بقيته (4).
وقد يفيد الإرسال لغة معنى الإسراع، كقولهم: ناقة مرسال - والجمع مراسيل - أي: سريعة السير (5)، فكأن المرسل أسرع في إيراد متن الحديث ولم يكترث بإسناده.
ومع هذا يبقى (الإطلاق) هو الأولى والأنسب، مع قربه من معنى الإرسال على مصطلح الفريقين - كما سيأتي - وفيه دلالة على انحدار مصطلح (المرسل) عن أصله اللغوي.

(١) لسان العرب ٥ / ٢١٥، المصباح المنير ١ / ٢٢٦، أقرب الموارد ١ / ٤٠٤، مادة " رسل ".
(٢) سورة مريم ١٩: ٨٢.
(٣) مقباس الهداية - للشيخ عبد الله المامقاني - ١ / ٣٣٨.
(٤) النكت على كتاب ابن الصلاح - لابن حجر العسقلاني -: ١٩٨.
(٥) لسان العرب ٥ / 213 مادة " رسل ".
(١٠٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 104 105 106 107 108 109 110 111 112 113 114 ... » »»
الفهرست