مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٤٩ - الصفحة ٢١٩
يصاحبهما في الدنيا بالمعروف ويتبع في دينه (١) سبيل من أناب إليه، ولو أسقط الشرك حقهما لما أمر معه بحسن مصاحبتهما.
وروي: أن أسماء زوجة أبي بكر سألت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فقالت:
يا رسول الله! قدمت علي أمي راغبة في دينها - يعني ما كانت عليه من الشرك - فأصلها؟
قال: نعم، فصلي أمك (٢).
وأما ما ذكره الله تعالى في قصة إبراهيم (عليه السلام) فإنه من قوله: ﴿فلما تبين له أنه عدو لله تبرأ منه﴾ (3)، فإن من ذهب إلى أنه أبوه (في الحقيقة) (4)، وتمسك بظاهر التسمية بالأبوة، يقول: إن التبرئة منه إنما كانت تبرئة من مذهبه.
وأما القول الصحيح فإنه لم يكن أباه الذي نزل من ظهره، وإنما كان جده لأمه، وقد وردت (5) بذلك رواية (6)، والجد للأم أب في الحقيقة، والدليل على أنه لم يكن أباه الأدنى; إجماع الطائفة المحقة على أن آباء رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) من لدن (7) آدم إلى عبد الله كانوا مؤمنين بالله عز وجل، متبرئين من الشرك والكفر، والأدلة على أن إجماعهم حجة مسطورة في الكتب المشهورة، ويكشف عن صحة ما ذكرناه - من أن أبا إبراهيم

(١) في دينه لم ترد في ط.
(٢) صحيح البخاري ٨ / ٥ باب صلة الرحم، الترغيب والترهيب ٣ / ٣٢١ - ٣٢٢ ح ١٩.
(٣) سورة التوبة ٩: 114.
(4) ما بين القوسين لم يرد في ط.
(5) في ط: روي.
(6) أنظر: التفسير الكبير 24 / 174.
(7) لدن لم ترد في ش.
(٢١٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 214 215 216 217 218 219 220 221 222 223 224 ... » »»
الفهرست