مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٤٥ - الصفحة ١٤٧
ب - أن يكون قد كتب لنفسه خاصة لأجل أن يحفظ فلا ينسى، كما كان يفعل بعضهم إذ يكتب ليحفظ ثم يمحو ما كتب.
ج - أن يكون واثقا بحفظه وصحة ما يكتبه، شاكا بضبط غيره إلى حد جعله كالمتيقن من تسرب الوهم والغلط إليهم، لشدة اعتداده بضبطه، كما هو شأنه المعروف في القرآن الكريم إذ كان قد غضب غضبا شديدا على عثمان حين أسند مهمة جمع المصحف إلى زيد بن ثابت ولم يسندها إليه، فكان يقول: لقد قرأت من في رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم سبعين سورة وزيد له ذؤابة يلعب مع الغلمان! (1).
د - أن يكون موقفه من تلك الصحيفة التي أماثها عائدا إلى موضوعها، فهي صحيفة جمعت أحاديث في موضوع واحد، وهو موضوع منازل وفضائل أهل البيت عليهم السلام، فأماثها لأجل اختصاصها بهذا الموضوع، وليس لكونها صحيفة جمعت شيئا من الحديث النبوي.
ولعل هذا هو أضعف الوجوه، خصوصا حين ينسب إلى عبد الله بن مسعود الذي ورد عنه حديث كثير في فضائل أهل البيت عليهم السلام، وقد أثبت في مصحفه (يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك - أن عليا مولى المؤمنين - وإن لم تفعل فما بلغت رسالته) (2).
ه‍ - أن يكون معتقدا جواز التدوين فكتب بناء على اعتقاده هذا، وهو في الوقت ذاته متحفظ من نشر كتب الحديث لعلة كان يراها، وقد كشف هنا عنها بقوله: (القلوب أوعية، فاشغلوها بالقرآن ولا تشغلوها بما

(١) مسند أحمد ١ / ٣٨٩ و ٤٠٥ و ٤١٤، سير أعلام النبلاء ١ / ٤٧٢.
(٢) الشوكاني / فتح القدير ٢ / 60.
(١٤٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 142 143 144 145 146 147 148 149 150 151 152 ... » »»
الفهرست