مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٤٥ - الصفحة ١١٤
أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى) قال سعيد بن جبير: لما نزلت هذه الآية قالوا: يا رسول الله، من هؤلاء الذين نودهم؟ قال: علي وفاطمة وولداها. ولا يخفى أن من وجبت محبته بحكم نص الكتاب كان أفضل.
وكذا من ثبتت نصرته للرسول بالعطف في كلام الله تعالى عنه على اسم الله وجبريل، مع التعبير عنه ب‍ (صالح المؤمنين) وذلك قوله تعالى: (فإن الله هو مولاه وجبريل وصالح المؤمنين). فعن ابن عباس - رضي الله عنه - أن المراد به علي...).
قال: (والجواب: إنه لا كلام في عموم مناقبه ووفور فضائله واتصافه بالكمالات واختصاصه بالكرامات، إلا أنه لا يدل على الأفضلية - بمعنى زيادة الثواب والكرامة عند الله - بعد ما ثبت من الاتفاق الجاري مجرى الإجماع على أفضلية أبي بكر ثم عمر، والاعتراف من على بذلك!
على أن في ما ذكر مواضع بحث لا تخفى على المحصل، مثل: إن المراد بأنفسنا نفس النبي صلى الله عليه [وآله] وسلم كما يقال: دعوت نفسي إلى كذا. وأن وجوب المحبة وثبوت النصرة على تقدير تحققه في حق على - رضي الله عنه - فلا اختصاص به) (1).
أقول:
قد عرفت أن الآية المباركة تدل على وجوب محبة علي عليه السلام، ووجوب المحبة المطلقة يدل على أنه الأحب عند الله ورسوله، والأحبية دالة على الأفضلية.

(1) شرح المقاصد 5 / 295 - 299.
(١١٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 109 110 111 112 113 114 115 116 117 118 119 ... » »»
الفهرست