مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٤٤ - الصفحة ٣٥١
قول دال على نسبة إسنادية) (18)، وإن كان يفضلهما من حيث إنه لم يذكر تركب الإسناد من كلمتين، مما قد يوهم - رغم صحته - عدم جواز تركب الكلام من أكثر من كلمتين.
وقد لاحظ عليه ابن هشام أن (مقتضاه أن الكلام لا يختص بالمفيد، لأن الحد صادق على كل من جملتي الشرط والجزاء، والجملة الواقعة صلة، مع أن كلا من ذلك غير مفيد) (19).
وعرفه ابن الأنباري (ت 577 ه‍) بقوله: الكلام (ما كان من الحروف دالا بتأليفه على معنى يحسن السكوت عليه) (20).
وهو اصطلاح لتعريف الرماني المتقدم، بنحو يجعله مانعا من دخول الكلمة والمركبات الناقصة، إلا أنه - كالحريري - أطال في مقدمته، وكان بوسعه الاستغناء عن عبارة (ما كان من الحروف دالا بتأليفه) بقوله: (اللفظ الدال)، وهذا ما فعله ابن الناظم (ت 686 ه‍) إذ قال: (الكلام... هو اللفظ الدال على معنى يحسن السكوت عليه) (21).
وعرفه الشلوبيني (ت 645 ه‍) بأنه (لفظ مركب وجودا أو نية، مفيد بالوضع... والمركب نية كقولك: قم واقعد) (22)، وتابعه عليه ابن عصفور (ت 669 ه‍) (23).
ويلاحظ عليه أن تقسيمه التركيب إلى وجودي وتقديري، ليس قيدا

(18) أ - شرح اللمحة البدرية، ابن هشام، تحقيق هادي نهر 1 / 229.
ب - غاية الاحسان في علم اللسان، أبو حيان، مخطوط مصورته لدي، 2 / أ.
(19) شرح اللمحة البدرية، ابن هشام، 1 / 229 - 230.
(20) أسرار العربية، ابن الأنباري، تحقيق محمد بهجة البيطار، ص 3.
(21) شرح ابن الناظم على الألفية، ص 3.
(22) التوطئة، الشلوبيني، تحقيق يوسف أحمد المطوع، ص 112.
(23) المقرب، ابن عصفور، تحقيق أحمد الجواري وعبد الله الجبوري 1 / 45.
(٣٥١)
مفاتيح البحث: يوم عرفة (2)، الجواز (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 346 347 348 349 350 351 352 353 354 355 356 ... » »»
الفهرست