مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٤٤ - الصفحة ٤٠٨
العمل فإنها عمود دينكم (3).
فأول الأعمال وخيرها وأساسها الصلاة التي تشكل العامل الأساسي في رقي الروح، وصفاء النفس، وطهارة السريرة، وعلو الدرجات، كما قال النبي الأكرم (ص):
(من حبس نفسه في صلاة فريضة فأتم ركوعها وسجودها وخشوعها ثم مجد الله عز وجل، وعظمه، وحمده، حتى يدخل وقت صلاة أخرى لم يلغ بينهما، كتب الله له كأجر الحاج المعتمر، وكان من أهل عليين) (4).
فالصلاة من أجلى مصاديق تجسيد العبودية المتمحضة للمولى جل وعلا، فكل فعل من أفعال الصلاة يعطي معنى من معاني العبدوية، فالسجود من أعظم مراتب الخضوع وأحسن درجات الخشوع والاستكانة، والركوع يظهر تواضع العبد واعترافه بعلو مرتبة ربه، والقيام أيضا يذكر بالقيام بين يدي الله عز وجل، وأنه أمام ملك جبار.
وكذا الحال في التوجه إلى القبلة، فإنه في الحقيقة توجه إلى الله، فلا بد أن يكون العبد متأدبا أمامه، لأن التوجه بالبدن يهيئ القلب إلى الانقطاع لله تعالى، لأنا إن لم نتوجه بقلوبنا وأبداننا يصرف الله وجه رحمته عنا.
ويؤيده قول الصادق (ع): (إذا استقبلت القبلة فآيس من الدنيا وما فيها، والخلق وما هم فيه، واستفرغ قلبك عن كل شاغل يشغلك عن الله تعالى، وعاين بسرك عظمة الله تعالى، واذكر وقوفك بين يديه * (يوم تبلو كل نفس ما أسلفت وردوا إلى الله مولاهم الحق) *، وقف على قدم الخوف والرجاء) (5).

(٣) الفقيه ٤ / ١٩٠ باب رسم الوصية ح ٥٤٣٣.
(٤) الفقيه ١ / ٢١١ باب فضل الصلاة ح ٦٤٢.
(٥) مصباح الشريعة: ٩١.
(٤٠٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 402 403 404 405 407 408 409 410 411 412 413 ... » »»
الفهرست