مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٤٣ - الصفحة ٩
ذلك الباحث المنقب المتبحر الذي أنجز أربعة وثلاثين كتابا، تأليفا وتحقيقا، وبعضها في مجلدات، مع عشرات البحوث والمقالات مع الحواشي الكثيرة على أمهات موسوعاتنا الرجالية والحديثية، والذي طبق صيته الآفاق، عالما بنفائس المخطوطات الإسلامية في مكتبات الشرق والغرب، والذي قصده المحققون والباحثون على الدوام، صغارا وكبارا.
ذلك الأب المهيب قد رحل عن مثل ثروة العاملين الزاهدين، لقد خلف ثروة الأغنياء بحق، فخلف التراث الخالد ما بقي الإنسان يحيا على هذه الأرض..
لكنه لم يترك ثروة المتورمين، أموالا وعقارات وأسواقا وعمارات!
لم يخلف تراثا فانيا يتنازعه بعده الوارثون، بل خلف تراثا باقيا به سيفخرون ما عاشوا وما عاشت ذرياتهم، وعسى أن يكونوا أهلا لإحيائه، ولقد أبدوا حتى الآن في سبيل ذلك أحسن الجهد وأطيبه منذ رحيله وحتى يومهم هذا، فكشفوا بين آثاره من كنوز مفرقة على الأوراق أو في حواشي الكتب وبطون أغلفتها.
فأصبحت هذه الآثار اليوم مزار المشتاقين والعارفين والباحثين، ومقصد المكتبات الكبرى لتنقل بالتصوير جميع تعليقاته على ما في مكتبته الغنية من الكتب الكثيرة، لتكون في متناول زوار المكتبات ومراجعيها، وهذا - بلا ريب - من صلب طموحه رحمه الله، ويناسب قيمة جهده العلمي الدقيق.
أما مؤسسة آل البيت عليهم السلام: لإحياء التراث، والتي عنها تصدر (تراثنا) فقد بادرت بطباعة ونشر اثنين من أعماله النفيسة قبل انقضاء أربعين يوما على رحيله، وهما: (ترجمة الإمام الحسن عليه السلام من القسم غير
(٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « 1 5 7 8 9 10 11 12 13 14 15 ... » »»
الفهرست