مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٤١ - الصفحة ١٠
والغريب أن تبدو هذه الظاهرة السلبية في عصرنا الحاضر الذي يشهد نهضة كبيرة في مجال الطباعة والنشر، فكان ينبغي المبادرة الجادة - الواعية والمدروسة - لرفع هذا الحيف الذي أحاط بهذا التراث الضخم من جانب، والتعريف ببعض جوانب العقيدة والفكر الشيعي من جانب آخر، وهي مهمة مقدسة تستلزم جهدا كبيرا وأسلوبا متقنا، يتجاوز التقليدية في البناء والعمل.
وإذا كانت مؤسستنا قد خطت خطوتها الأولى الموفقة ببركة أهل بيت النبوة عليهم السلام في عالم التحقيق والنشر، التي شرعت في عام 1404 ه‍، فإن الخطوة اللاحقة الواسعة في الميدان المقدس الذي أشرنا إليه كان في إصدارها لمجلة " تراثنا " الفصلية في صيف عام 1405 ه‍ - والتي تعنى بشؤون التراث الغني لمدرسة أهل البيت عليهم السلام لما أنيطت بها المسؤولية الكبيرة التي أشرنا إليها آنفا.
والحق يقال: إن هذه النشرة الفصلية بصفحاتها المحدودة، وإمكانيات صدورها المتواضعة آنذاك قد وفقت في أداء الدور المناط بها، واستقطبت أنظار الباحثين والدارسين، واهتمام المؤسسات العلمية المنتشرة في دول العالم المختلفة، تحقيقية كانت هذه المؤسسات أم أكاديمية، والتي تتجاوز المائتين مركزا علميا، وبشكل قل نظيره لدى غيرها من النشرات المتخصصة الأخرى، وهذا ما يبدو واضحا من خلال استقراء ومطالعة الرسائل والمكاتبات التي تصل المجلة، سواء من تلك المراكز العلمية التي أشرنا إليها، أو من الأساتذة والباحثين.
ف‍ " تراثنا " قد عنيت من خلال صفحاتها هذه بتعريف الكثير من
(١٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 3 5 7 8 9 10 11 12 13 14 15 ... » »»
الفهرست