مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٤١ - الصفحة ١٥٢
كيف إذن سيتم التوفيق بين النصين: " الأئمة من قريش " و " هلكة أمتي على يدي غلمة من قريش "؟!
أليس لقائل أن يقول: ما هو ذنب الأمة؟! إنها التزمت نص النبي صلى الله عليه وآله وسلم " الأئمة من قريش " فقادها هذا النص إلى هذا المصير حين ذبح خيار الأمة بسيوف قريش أنفسهم!
أليس النص هو المسؤول؟!
حاشا لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أن يضع أمته على حافة هاوية، وهو الذي كان قد استنقذها من الهاوية.
إنهم أرادوا أن يحفظوا الرسول بحفظ جميع الصحابة وإضفاء الشرعية حتى على المواقف المتناقضة تجاه القضية الواحدة، فوقعوا في ما فروا منه!
بل وقعوا في ما هو أكبر منه حين صار النص النبوي هو المسؤول عما آل إليه أمر الأمة من فتن، ثم هلكة!
إن العقيدة التي تؤكد على تبرئة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم، وتصفه دائما بالعصمة والكمال وأداء الأمانة، ينبغي لها أن لا تنزلق في هذا المنزلق الخطير.
إنه ينبغي لها وفق هذه العقيدة في الدفاع عن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم أولا، ومما بين أيديها من السنة الصحيحة ثانيا، ومن شواهد الواقع ثالثا، ينبغي لها أن تلتزم بأن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم لا يمكن أن يكتفي بهذا القدر من النص، فيقول: " الأئمة من قريش " ويقف عند هذا القدر، ثم يقول مرة أخرى: " هلكة أمتي على يدي غلمة من قريش "!
فهؤلاء الغلمة إنما يكون هلاك الأمة على أيديهم عندما يملكون أمر
(١٥٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 147 148 149 150 151 152 153 154 155 156 157 ... » »»
الفهرست