مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٣٩ - الصفحة ٣٩٦
مصدر للفعل (غبر) بمعنى مكث وذهب وبقي ومضى، فمعناه: المكث والذهاب والبقاء والمضي (40)، أي أن معناه هو الحدث وحده، غير مقترن بزمان معين، وقد اعترف بذلك الرضي نفسه بقوله: (والحق إنه بمعنى المضي أو البقاء في المكان أو الزمان) (41).
ولعله لأجل هذا لم يلتزم بقية النحاة بإثبات هذين القيدين اللذين ذكرهما ابن عصفور والرضي.
وعرفه ابن هشام (ت 761 ه‍) (42) بالتعريف المتقدم لابن الحاجب، ولكنه تابع جمهور النحاة، ولم يذهب إلى ما صرح به ابن الحاجب من عود الضمير في (نفسه) إلى المعنى.
وقال السرمري (ت 776 ه‍): الكلمة (إن استقلت في نفسها واقترنت بأحد الأزمان فهي الفعل) (43).
وترد عليه الملاحظة المتقدمة من أن الاقتران ليس حاصلا بين الكلمة وبين أحد الأزمان، بل بين مدلول الكلمة الذي هو الحدث، وبين الزمن المعين.
وعرفه السيوطي (ت 911 ه‍) بقوله: (الفعل ما دل على معنى في نفسه واقترن (بزمان)) (44).
وهو عين التعريف المتقدم لابن يعيش، إلا أنه لم يأخذ (الكلمة) جنسا للحد، ولم يعلل في شرحه التعريف عدم تقييده الزمان بالمحصل بما ذكره ابن

(٤٠) لسان العرب لابن منظور، ومختار الصحاح للرازي، مادة: صبح وغبق وسرا وغبر.
(41) شرح الرضي على الكافية، 1 / 40.
(42) شروح شذور الذهب، ابن هشام، تحقيق محيي الدين عبد الحميد، ص 14.
(43) شرح اللؤلؤة، السرمري (مخطوط، مصورته بحوزتي) 7 / أ.
(44) همع الهوامع في شرح جمع الجوامع، جلال الدين السيوطي، تحقيق عبد السلام هارون وعبد العال سالم مكرم، 1 / 7.
(٣٩٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 391 392 393 394 395 396 397 398 399 401 403 ... » »»
الفهرست