مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٣٩ - الصفحة ٣٩٢
تدل على معنى مختص بزمان، دلالة الإفادة) (25).
وقوله: (دلالة الإفادة) للفرق بينه وبين (الأسماء التي تدل دلالة إشارة) (26).
ولعل أخذه لكلمة (معنى) راجع إلى أنه لم يجد ضرورة لاستعمال كلمة (حدث)، إذ ليس ثمة لفظ موضوع لذات متلبسة بزمن، ليجب الاحتراز منها.
وقال ابن بابشاذ (ت 469 ه‍): (الفعل ما دل على حدث وزمان محصل) (27).
وترد عليه الملاحظتان اللتان سجلناهما على تعريفي ابن السراج والزجاجي، وإن كان يمتاز بالاختصار، إذ عبر عن الزمان الماضي والحاضر والمستقبل، بالزمان المحصل.
وعرفه الزمخشري (ت 538 ه‍) بقوله: (الفعل ما دل على اقتران حدث بزمان) (28).
ولاحظ عليه ابن يعيش أنه ردئ من وجهين: أولهما استعماله للجنس البعيد (ما)، (والآخر قوله: (على اقتران حدث بزمان)، لأن الفعل لم يوضع دليلا على الاقتران نفسه، وإنما وضع دليلا على الحدث المقترن بالزمان...
ثم هذا يبطل بقولهم: القتال اليوم، فهذا حدث مقترن بزمان، وليس فعلا، فوجب أن يؤخذ في الحد (كلمة) حتى يندفع هذا الإشكال) (29).
وقد يشكل عليه أيضا بعدم تقييده للزمان بكونه محصلا، ولكن يمكن

(25) الحدود في النحو، علي بن عيسى الرماني، تحقيق مصطفى جواد ويوسف مسكوني، ص 38.
(26) شرح المقدمة المحسبة، ابن بابشاذ، تحقيق خالد عبد الكريم، 1 / 192.
(27) شرح المقدمة المحسبة، ابن بابشاذ، 1 / 192.
(28) المفصل في علم العربية، جار الله الزمخشري، ص 243.
(29) شرح المفصل، ابن يعيش، 7 / 3.
(٣٩٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 387 388 389 390 391 392 393 394 395 396 397 ... » »»
الفهرست