مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٣٩ - الصفحة ٣٨٠
ومن شعره أيضا هذه القصيدة في رثاء سيد الشهداء الإمام الحسين عليه السلام:
بعيد الليالي بالوعيد قريب * وشأن الفتى في الاغترار عجيب يروم الفتى يعطي الأماني ودون ما * يروم ويرجوه تحول شعوب ويأمل بعد العسر يسرا في الذي * ينال من الدنيا عنا ولغوب سل الدهر عما أحدث الدهر في الورى * تجبك خطوب بعدهن خطوب وهل هذه الأيام إلا مراحل * تجوب وفي الأعمار سوف تجوب وما الناس إلا ظاعن ومودع * وقاطن ربع وهو فيه غريب (أجارتنا إنا غريبان هاهنا * وكل غريب للغريب نسيب) (16) أجارتنا حال الرحيل إلى الأولى * مضوا وهم رحم لنا وقريب إلى م اغتراري بالليالي وفعلها * وقد بان وجه الرأي وهو مصيب وما بان لي إلا وقد بان ظاعنا * شبابي وفي الفودين لاح مشيب وأمسيت قد خلفت خمسين حجة * وفي مثل ما خلفت قال لبيب (وإن امرءا قد سار خمسين حجة * إلى منهل من ورده لقريب) فيا ضيعة العمر الذي مر ذاهبا * وخلف لي فيه الندامة حوب (17) ويا أسفا لم أحو زادا مبلغي * بعيد سبيلي والسبيل مجوب أطعت الهوى والجهل حتى كأنني * أمنت الذي أحصى علي رقيب سأبكي على ما فات مني وما عسى * يفيد البكا من أوبقته ذنوب

(16) هذا البيت من قصيدة معروفة، لامرئ القيس.
(17) الحوب: الظلم والإثم، قال تعالى: (ولا تأكلوا أموالكم إلى أموالكم إنه كان حوبا كبيرا) [سورة النساء 4، آية 2].
(٣٨٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 375 376 377 378 379 380 381 382 383 384 385 ... » »»
الفهرست