مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٣٨ - الصفحة ١٠
سلة قمامة تغص بالمهاترات والكفريات والسباب الذي لا يصدر إلا عن نفوس وضيعة فاسدة أعمالها الحقد، وأضلها الجشع فانطلقت من قمقمها لا تلوي على شئ، فهي تدمر نفسها قبل أن تصل إلى غيرها، لأن الأرض تخلو من عاقل لا يزدري سلمان رشدي ومن لف لفه عند مطالعته لأول سطر من كتابه المذكور.
ولا تختلف عنه بشئ (تسليمه نسرين) بانحرافها الفكري، وسقوطها الإنساني من خلال انقيادها الأعمى خلف الثروة وبريقها اللامع الذي لوحت لها به عين المراكز المشخصة - التي لا يجديها تبرقعها بألف ستار وستار، فما عادت تلك الحيل لتنطلي على أحد، أو يمكن تمريرها على أحد - فانفلت شرها من عقاله، وعدت نحوها كالمسلوب الأحاسيس والتائه العقل، فلحقت بقرينها سلمان، فكانا بحق مسيلمة وسجاح العصر.
نعم، ولكن لما وجد أولئك أن سحرهم قد انقلب عليهم، ودارت عليهم الدوائر، وعجزوا من أن يحدثوا صدعا في البنيان الشامخ للعقيدة الإسلامية المباركة دفعهم حقدهم الأسود، وتخبطهم الأهوج إلى سلاح العاجزين والمفلسين فكرا، فلجأوا إلى القتل والتدمير كالذي يتخبطه الشيطان من المس، وبشكل عشوائي لا ينم إلا عن سقوط بين، وفشل مقطوع به، إذ يظهر ذلك بوضوح في ما يسمى بحملات سباه الصحابة (جند الصحابة) في الباكستان، والتي لا يصدق عليها غير عنوان الحشية الهمجية التي لا يمكن أن تصدر إلا عن محترفي القتل والسطو والتخريب، فألبت الدنيا عليهم، ودفعتهم إلى مزبلة التاريخ، فما أشد إفلاس أولئك المراهنين على جدوى هذه الأعمال الواضحة السقوط وحماقتهم!
بيد أن عقد الفشل المركبة لا يسعها إلا أن تنساق بروادها إلى آخر مطاف الانحراف والفساد، من خلال تصورات سقيمة تحاول جاهدة أن تقنع بها الحمقى والمجانين لتجد لها مبررا يدفعها للتبجح بما تقوم به، فقد تجلى ذلك
(١٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « 1 5 7 8 9 10 11 12 13 14 15 ... » »»
الفهرست