مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٣٨ - الصفحة ١٢٧
نفيس: ثقل، فسماها ثقلين إعظاما لقدرهما وتفخيما لشأنهما) (7).
وقال القاري: (والمراد بالأخذ بهم: التمسك بمحبتهم، ومحافظة حرمتهم، والعمل برواياتهم، والاعتماد على مقالتهم) (8).
وقال شهاب الدين الخفاجي: (أي: تمسكتم وعملتم واتبعتموه) (9).
وقال المناوي: (إني تارك فيكم بعد وفاتي خليفتين. زاد في رواية:
أحدهما أكبر من الآخر. وفي رواية بدل خليفتين: ثقلين، سماهما به لعظم شأنهما: كتاب الله القرآن، حبل، أي: هو حبل ممدود ما بين السماء والأرض. قيل: أراد به عهده، وقيل: السبب الموصل إلى رضاه. وعترتي - بمثناة فوقية -: أهل بيتي. تفصيل بعد إجمال، بدلا أو بيانا، وهم أصحاب الكساء الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا) (10).
وبعد، فلننظر إلى ما قيل في قبال الاستدلال بحديث الثقلين:
قيل:
تعليقا على الحديث الأول عن الترمذي والنسائي عن جابر:
(هذا الحديث تفرد به زيد بن الحسن الأنماطي عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جابر. والأنماطي قال فيه أبو حاتم: منكر الحديث.
واعلم أن المؤلف - لأمر يريده - تجاهل عمدا رواية مسلم التي فيها التصريح بأن أهل بيته ليسوا مقصورين على: علي وفاطمة والحسن والحسين.
وإنما يدخل فيهم جميع آل علي، وآل عقيل، وآل جعفر، وآل عباس.
ثم إنه قد كرر سياق هذا الحديث الوارد في عدد من كتب الحديث ليوهم

(٧) النهاية: مادة (ثقل).
(8) المرقاة في شرح المشكاة 5 / 600.
(9) نسيم الرياض في شرح شفاء القاضي عياض 3 / 410.
(10) فيض القدير في شرح الجامع الصغير 3 / 14.
(١٢٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 122 123 124 125 126 127 128 129 130 131 132 ... » »»
الفهرست