مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٣٤ - الصفحة ٦٢
زوج البتول أخو الرسول منابذ * الكفار دامغ صولة الأعداء متشبث بعرى التقى معروفة يمناه * بالإعطاب والإعطاء ذي غرة قمرية وعزيمة * رضوية وسجية ميثاء قد طلق الدنيا بلا كره * ولم يغتر بالصفراء والبيضاء لو لم يكن في صورة بشرية * ما كان يدعى من بني حواء نهج البلاغة من مقالته التي * فيها تضل قرائح البلغاء كم فيه من خطب تفوح عظاتها * كالروض غب الديمة الوطفاء (2) ولأبي نصر علي بن أبي سعد محمد بن الحسن بن أبي سعد الطبيب رحمه الله (2):
نهج البلاغة مشرع الفصحاء * ومعشش البلغاء والعلماء

(٢) هو الشيخ جمال الدين أبو نصر علي بن أبي سعد محمد بن الحسن (الحسين) بن أبي سعد المتطبب القمي، كان عالما، فاضلا، أديبا شاعرا، ناظما ناثرا، ممن يروي بالإجازة عن السيد فضل الله الراوندي، وممن عني بنهج البلاغة قراءة ورواية وتصحيحا وتعليقا وامتداحا، فقد كتب في آخر نسخته من نهج البلاغة:
عرضت هذه النسخة - بعد القراءة على الإمام الكبير، العلامة النحرير، زين الدين، سيد الأئمة، فريد العصر، محمد بن أبي نصر، سقاه الله شآبيب رضوانه، وكساه جلابيب غفرانه - على نسخة السيد الإمام الكبير السعيد ضياء الدين، علم الهدي [السيد فضل الله الراوندي] تغمده الله برحمته، وتوج مفرقه بتيجان مغفرته، وصححتها غاية التصحيح، ووشحتها نهاية التوشيح، بحسب وقوفي على حقائقها، وإحاطتي بدقائقها، وشنفت آذان حواشيها بالدرر التي وجدتها فيها، ثم بعد ذلك قرأته على ابنه السيد الإمام الكبير عز الدين المرتضى، رضي الله عنه وأرضاه، وجعل الجنة مأواه، وسمعته عليه قراءة استبحثت عن معانيه، وسماعا استكشفت عن مبانيه، ثم ما اقتصرت على تشنيف آذانها، بل سمطتها بالجواهر، وقلدتها بالدرر الزواهر، التي استجردتها بالغياصة في بحار مصنفات العلماء، واستنبطتها من معادن مؤلفات الفضلاء، وانتزعت أكثرها من منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة، من كلام الإمام السعيد قطب الدين الراوندي، بيض الله غرته، ونور حضرته، وكابدت في تصحيح كل ورق إحدى بنات طبق، ولقيت من توشيح كل سطر نبات برح وأم وفر، فصحت إلا ما زل عن النظر، أو تهارب عن إدراك البصر، ولا يعرف ذلك إلا من تسنم قلال شواهق هذه الصناعة بحق، وجرى في ميدانها أشواطا على عرق، وذلك في شهر ربيع الأول سنة إحدى وستمائة.
أقول: هو ممن قرأ نهج البلاغة على محمد بن أبي نصر القمي سنة 587 ه‍، وقرأه على علي بن فضل الله الراوندي [تأتي ترجمته ص] سنة 589 ه‍.
فبأول نسخة من نهج البلاغة: قرأ وسمع علي كتاب نهج البلاغة الأجل الإمام العالم، الولد الأخص الأفضل، جمال الدين، زين الإسلام، شرف الأئمة، علي بن محمد بن الحسين المتطبب، أدام الله جماله، وبلغه في الدارين آماله، قراءة وسماعا يقتضيهما فضله، وأجزت له أن يرويه عني، عن المولى السعيد والدي سقاه الله صوب الرضوان، عن ابن معبد الحسني، عن الإمام أبي جعفر الطوسي، عن السيد الرضي.
ورويته له عن الشيخ الإمام عبد الرحيم ابن الأخوة البغدادي، عن الشيخ أبي الفضل محمد ابن يحيى الناتلي، عن أبي نصر عبد الكريم بن محمد (الديباجي) سبط بشر الحافي، عن السيد الرضي.
وروى لي السيد الإمام ضياء الدين علم الهدى سقى الله ثراه، عن الشيخ مكي بن أحمد المخلطي، عن أبي الفضل الناتلي، عن أبي نصر، عن الرضي رحمهم الله.
ورواه لي أبي قدس الله روحه، عن الشيخ الإمام أبي جعفر محمد بن علي بن الحسن المقري النيسابوري، عن الحسن بن يعقوب الأديب، عمن سمعه عن الرضي.
كتبه علي بن فضل الله الحسني حامدا مصليا في رجب سنة 589.
(٦٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 57 58 59 60 61 62 63 64 65 66 67 ... » »»
الفهرست