مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ١٥ - الصفحة ١٩
في علم المغازي والسير، في الإسلام... لأني لم أعثر على من تقدمه في ذلك (11).
وبعد أن ذكر تصنيف محمد بن إسحاق (ت 151) وكذلك عروة بن الزبير (ت 94) قال: فعبيد الله بن أبي رافع تقدمهما في تصنيفه المذكور على كل حال، فهو أول من صنف في السير والمغازي (12).
والدليل على مدعاه: أن ابن أبي رافع (صنف ذلك في عهد أمير المؤمنين عليه السلام) (13).
فالسيد الصدر يؤكد على نفس ما ذكره الشيخ الطهراني، من:
1 - أن ابن أبي رافع، هو أول من صنف، وأن كتابه (التسمية) هو أول مصنف في موضوعه.
2 - أنه صنفه على عهد الإمام عليه السلام.
نقول:
أما الأمر الأول - مما أكدا عليه - فهو ما نهتم للتوصل إلى معرفة الحق فيه، هنا، في هذا الباب، وسنذكر رأينا في نهايته.
وأما الأمر الثاني:
فبالرغم من تأكيد هذين العلمين عليه، فإنا لم نتمكن من قبول دليلهما عليه، خاصة بعد وقوفنا على نص كتاب ابن أبي رافع، حيث لم نجد فيه أدنى إشارة إلى أن تأليفه قد تم في عهد الإمام عليه السلام وقبل استشهاده.
بل، على العكس من ذلك، فإن في الكتاب قرائن تشير إلى تأخر تأليفه عن ذلك العهد، حيث اشتمل الكتاب على حوادث متأخرة زمنيا، كقضية شهادة حجر بن عدي رضي الله عنه.
وبالنسبة إلى الأمر الأول نقول:

(11) تأسيس الشيعة: 232.
(12) تأسيس الشيعة: 233.
(13) تأسيس الشيعة: 234.
(١٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 ... » »»
الفهرست