مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ١٠ - الصفحة ١٠٤
العراق والخليج، فقد تيسر للخطيب الملا طاهر البحراني أن يجمع بعض ما وصل إليه أو وقف عليه من شعر الشاعر، وهو مصدرنا الوحيد في ما سنذكره من شواهد شعرية للشاعر، فهذه قصيدة يرثي بها الشاعر الإمام الحسين عليه السلام ويشيد فيها بمواقف أصحابه من شهداء كربلاء، ويظهر أنه قد ضاع أكثرها، قال:
سل غالبا ما بال غلب كماتها * ذلت وليس الذل من عاداتها ما للضياغم من بني عمرو العلى * قعدت فناح الضيم في ساحاتها هل كيف تضرع خدها لطليقها * وهي التي ما أضرعت لعداتها أترى عراها الجبن حاشا عصبة * ما عصبت بسوى اللوا جبهاتها (5) ما عذرهم لا شب منهم ناشئ * إن لم يشبوا في الوغى شعلاتها وسمت أمية أنفها في مرفق * سمة العبيد به على ساداتها حشدت به أبناء حرب جندها * وعلى ابن أحمد ضيقت فلواتها فهناك صاح بصحبة فتنادبت * وتواثبت كالأسد من غاباتها وتمايلت شوقا إلى ورد الردى * بحشاشة أورى الظما قبساتها (10) صفقت لهم سمر الرماح وغنت البيض الصفاح فرجعت نغماتها عشقت نفوسهم الهياج كأنما * هي غادة تختال في جلواتها عقدت على البين النكاح وطلقت * دون ابن بنت محمد لذاتها من فوق خيل كالنعام تخالهم * أسد العرين تسنموا صهواتها غلب كماة لو يغالبها القضا * لقضى عليه الحتف لدن قناتها (3) وقال مشطرا هذين البيتين لغيره في وقوف نساء الحسين عليه السلام أمام يزيد بن معاوية في مجلسه:
(أترضى وأنت الثاقب العزم غيرة) * حرائركم تستامهن عبيد مربقة الأعناق في مجلس به * (يلاحظها حسرى القناع يزيد) (يسب أبوها عند سلب قناعها) * (ويبتز منها أسور وعقود) يطاف بها الآفاق فوق هوازل * (ولا ستر إلا ساعد وزنود)

(3) إلى هنا ينتهي الموجود من هذه القصيدة.
(١٠٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 99 100 101 102 103 104 105 106 107 108 109 ... » »»
الفهرست