مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٧ - الصفحة ٥٠
وقال السيد الخوئي دام ظله: وقد اتفق في غير مورد أن الشيخ ذكر اسما في أصحاب المعصومين عليهم السلام، وذكره في من لم عنهم عليهم السلام، أيضا، وفي هذا جمع بين المتناقضين، إذ كيف يمكن أن يكون شخص واحد أدرك أحد المعصومين عليهم السلام وروى عنه، ومع ذلك يدرج في من لم يرو عنهم عليهم السلام.
وقد ذكر في توجيه ذلك وجوه لا يرجع شئ منها إلى محصل (8).
المشكلة من كلام الشيخ:
والأفضل تقديم كلام الشيخ الطوسي رحمه الله في مقدمة كتابه، لعرض المشكلة من خلاله، ومعرفة مدى دلالته عليها.
قال:... كتاب يشتمل على أسماء الرجال الذين رووا عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وعن الأئمة عليهم السلام من بعده، إلى زمن القائم.
ثم أذكر بعد ذلك من تأخر زمانه عن الأئمة عليهم السلام من رواة الحديث أو من عاصرهم ولم يرو عنهم (9).
والذي يدل عليه هذا الكلام بوضوح، هو:
أولا: أن الشيخ يهدف إلى ضبط أسماء خصوص الرواة عن المعصومين عليهم السلام، وسردها على ترتيب الطبقات، من دون أن يقصد ذكر مطلق أصحابهم، أو الذين شاهدوهم، أو كان لهم مجرد لقاء بهم عليهم السلام، بل الكتاب خاص بتعديد رواة الحديث عنهم عليهم السلام (10).
ثانيا: أن الباب الأخير، يحتوي على صنفين من الرجال:
1 - الذين تأخر زمانهم عن زمان حضور الأئمة علهم السلام، ممن ولد في زمان الغيبة، أو قبلها بقليل، أو بدأ نشاطه العلمي بعد دخول الغيبة، وهم أكثر علماء النصف الثاني من القرن الثالث الهجري.
2 - من عاصر الأئمة عليهم السلام وكان له نشاط علمي في زمانهم، لكنه لم يرو عنهم عليهم السلام.

(٨) معجم رجال الحديث، المقدمة (ج ١ ص ١١٥ - ١١٦).
(٩) رجال الطوسي (ص ٢).
(١٠) راجع: الرواشح السماوية (ص ٥٣)، رجال الخاقاني (ص 105).
(٥٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 ... » »»
الفهرست