مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٧ - الصفحة ٣٧
اللذة والألم من وجهة نظر ابن سينا الفلسفية والعرفانية (*) الشيخ محمد تقي الجعفري بسم الله الرحمن الرحيم بعد الحمد لله والصلاة على نبيه أقول: إننا لا نجد أحدا يتردد في تأثير اللذة والألم على هيئات الحياة الإنسانية كلها، أو في بذل الإنسان جهده لاجتلاب اللذة إلى نفسه، كما أنه يسعى للوصول إلى أقوى العوامل لحفظ حياته ولحماية نفسه، وهو يعرض عن الألم ويدفع العوائق التي تقف في طريق حياته.
الصلة الوطيدة للإنسان بهذين العنصرين تبلغ إلى حد يسوغ لنا الاعتقاد بأنهما ناشئان عن أصل الحياة كالإحساس بضرورة المحافظة على الوجود، وبوقايته التي تنبع من جوهر كينونتنا المستمرة على التطورات التي نشاهدها في أبعاد وجودنا.
إذا، فمن الطبيعي أن تأخذ اللذة والألم نصيبا وافرا من اهتمام الفلاسفة والحكماء وعلماء النفس في الأزمنة القديمة، وفي الأزمنة الحديثة أيضا، وإن بذل الجهد الذهني من أجل التفهم لهذين العنصرين طوال العصور قد أظهر فكرتين رئيسيتين:
الفكرة الأولى تقول: إن اللذة هي أسمى غايات الحياة في شؤونها المادية والروحانية بأسرها، والألم هو العامل القلق في حياتنا، فالاعراض عنه وتجنبه واجب لأجل صيانة الحياة.

* محاضرة ألقاها الشيخ محمد تقي الجعفري في المؤتمر الدولي لابن سينا المنعقد في نيودلهي سنة 1983 م، وترجمها عن الإنجليزية الدكتور پرويز أذكائي.
(٣٧)
مفاتيح البحث: الصّلاة (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 ... » »»
الفهرست