لوامع الحقائق في أصول العقائد - ميرزا أحمد الآشتياني - ج ٢ - الصفحة ٤٧
فلم تنظر فيها نظر عبرة وتصديق للحق ولم تتمتع ببصرك فنحن نسينا عينك وحشرناك أعمى وكذلك من لم يستمع مواعظ الأنبياء وما ألقى السمع إلى نصايح الأولياء يحشر أصم وهكذا في غيرهما من - الأعضاء والجوارح والقوى.
وأما الأحاديث، فمنها ما دل على أن الله يسلط الجرب على جماعة من أهل النار فيحكون حتى يبدو عظامهم فيقول الملائكة:
هل يؤذيكم؟ فيقولون: إي والله! فيقولون: هذا بما كنتم تؤذون المؤمنين ومنها قوله صلى الله عليه وآله يحشر بعض الناس على صور يحسن عندهم القردة والخنازير ومنها ما دل على صيرورة الأعمال حية أو عقربا أو صيرورتها شجرا أو نهرا أو طعاما وغير ذلك مما دل على تجسم الأعمال الخيرية والشرية، فإن يوم القيامة يوم تبلى السرائر ويظهر البواطن.
ولا يخفى أن التبدلات والتغيرات الواقعة في يوم الحشر ليس من التناسخ الباطل الذي ذهب إليه جمع بانتقال النفس من بدن إلى بدن آخر المستلزم لاجتماع نفسين على بدن واحد بل المراد هو - التصور بصورة الملكات، كما وقع نظيره في بعض الأمم السابقة في هذه الدنيا كما أشير إليه في القرآن الكريم " وجعلنا منهم القردة والخنازير وقوله تعالى " كونوا قردة خاسئين " وليس ذلك انقلاب الماهية بماهية أخرى أو انقلاب الأعراض بالجواهر وبالعكس حتى يستشكل عليه بأنه هل يبقى من المفروض انقلابه شئ وتركب مع شئ آخر فحدث شئ ثالث فهذا تركيب من بعض شئ مع شئ آخر وهذا لا يمكن فيما إذا كان الثالث نوعا من الأنواع الجوهرية أو مقولة من المقولات العرضية، لأن تركبه تركب ماهوي لا مثل -
(٤٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 ... » »»