لوامع الحقائق في أصول العقائد - ميرزا أحمد الآشتياني - ج ١ - الصفحة ١٦٦

____________________
من نقله بالتواتر والاستفاضة لا أقل من ذلك (1)، ونحن لا ننكر هذا من قدرة الله تعالى وبالنسبة إلى جناب رسول الله (ص)، فقد ثبت في الصحيح أنها ردت ليوشع بن نون (2) يوم حاصر بيت المقدس، واتفق ذلك في آخر يوم الجمعة، وكانوا لا يقاتلون يوم السبت، فنظر إلى الشمس وقد تنصفت للغروب، فقال: إنك مأمورة وأنا مأمور، اللهم احبسها علي، فحبسها الله عليه حتى فتحوها. ورسول الله (صلى الله عليه وآله) أعظم جاها وأجل منصبا وأعلى قدرا من يوشع بن نون، بل من سائر الأنبياء على الإطلاق، ولكن لا نقول إلا ما صح عندنا [عنه] ولا نسند إليه ما ليس بصحيح، ولو صح لكنا من أول القائلين به، والمعتقدين له وبالله المستعان (ثم قال:)

١ - العجب من ابن كثير ومن كان على مذهبه، حيث إنهم تسلموا قصة حبس الشمس ليوشع (ع) وقطعوا بصحتها بسبب ورود حديث واحد في بعض مسانيدهم عن أبي هريرة فقط، ولم يقبلوا قصة رد الشمس لعلي عليه السلام بدعاء النبي صلى الله عليه وآله مع ورود أحاديث كثيرة متعددة الأسانيد والطرق فيها، وكيف لا يلزم أن يكون الحديث في قصة حبس الشمس ليوشع عليه السلام (على مذهبه) متواترا، ويلزم تواتره في قصة رد الشمس لعلي عليه السلام؟ " إن هذا لشيء عجاب ".
قال ابن كثير في ص ٢٨١ - ٢٨٢ من الجزء ٦ من كتابه " البداية والنهاية " (في باب ما أعطي رسول الله (ص) وما أعطي الأنبياء قبله): قصة حبس الشمس على يوشع بن نون... وقد كان نبي بني إسرائيل بعد موسى، وهو الذي خرج ببني إسرائيل من التيه ودخل بهم بيت المقدس بعد حصار ومقاتلة، وكان الفتح قد ينجز بعد العصر يوم الجمعة، وكادت الشمس تغرب ويدخل عليهم السبت، فلا يتمكنون معه من القتال، فنظر إلى الشمس فقال: إنك مأمور، وأنا مأمور، ثم قال: اللهم احبسها على، فحبسها الله عليه حتى فتح البلد، ثم غربت، وقد قدمنا في قصة من قصص الأنبياء، الحديث الوارد في صحيح مسلم من طريق عبد الرزاق عن معمر بن همام عن أبي هريرة عن النبي (صلى الله عليه وآله)، قال: " غزا نبي من الأنبياء فدنا من القرية حين صلى العصر أو قريبا من ذلك، فقال للشمس: أنت مأمورة، وأنا مأمور، اللهم أمسكها على شيئا، فحبست عليه حتى فتح الله عليه، الحديث بطوله. (ثم قال:) وهذا النبي هو يوشع بن نون، بدليل ما رواه الإمام أحمد: حدثنا أسود بن عامر... عن أبي هريرة قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): " إن الشمس لم تحبس لبشر إلا ليوشع عليه السلام ليالي سار إلى بيت المقدس، تفرد به (أي بالحديث) أحمد، وإسناده على شرط البخاري.
2 - تقدم آنفا تحت رقم 1.
(١٦٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 160 161 162 163 164 166 167 168 169 170 171 ... » »»