لب الأثر في الجبر والقدر - محاضرات السيد الخميني ، للسبحاني - الصفحة ١٤
والخلو إن كان موضوعه الماهية كان إمكانا ذاتيا، لكن لا ماهية للواجب تعالى، فموضوع ذلك الخلو وجود صرف هو حاق الواقع وعين الأعيان، وإن كان موضوعه هو الإمكان الاستعدادي القائم بالمادة، والمادة لا بد لها من صورة والمركب منهما جسم، يلزم كونه سبحانه جسما تعالى عن ذلك علوا كبيرا. (1) 2. ما اعتمد عليه سيدنا الأستاذ (دام ظله) وحاصل ما أفاد أن الوجود في أي مرتبة من المراتب فضلا عن المرتبة العليا لا ينفك عن الكمال، أي العلم والشعور والقدرة والإرادة، فكل مرتبة من مراتب الوجود، تلازم مرتبة من مراتب الكمال، فإذا كانت الذات في مرتبة تامة من الوجود يستحيل انفكاك الكمال التام عنها.
برهانه: أن الكمالات المتصورة من العلم والإرادة والقدرة والحياة إما من آثار الوجود أو من آثار الماهية أو من آثار العدم، ولا شك في بطلان الثالث، فدار الأمر بين رجوعه إلى الماهية أو الوجود، وحيث إن الماهية أمر اعتباري لا تتأصل إلا بالوجود، فتنحصر الواقعية بالوجود.

(1) لاحظ تعليقة المحقق السبزواري على الأسفار: 6 / 133.
(١٤)
مفاتيح البحث: الباطل، الإبطال (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 8 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 ... » »»