لب الأثر في الجبر والقدر - محاضرات السيد الخميني ، للسبحاني - الصفحة ١٢
وكمال، ويعبر عنها بالصفات الجمالية والكمالية والثبوتية، كالعلم والقدرة والحياة وغيرها، ولكن اختلفوا في كيفية وصفه سبحانه بها، وملاك الاختلاف هو:
إن بساطة الذات وعدم تركبها عقلا وخارجا تأبى عن وصفها بأوصاف كثيرة في مرتبة الذات، فإن حيثية العلم غير حيثية القدرة كما أنهما غير حيثية الحياة، فكيف يمكن أن يجتمع وصف الذات بالبساطة مع وصفها بالعلم والقدرة والحياة في مقام الذات؟
وقد تخلصت كل من الأشاعرة والمعتزلة عن هذا المأزق بنحو خاص.
فذهبت الأشاعرة إلى أن هذه الصفات ليست صفات ذاتية وإنما هي من لوازم الذات، ففي مقام الذات لا علم ولا قدرة ولا حياة، وإنما تلازمها هذه الأوصاف دون أن يكون بينهما وحدة في الوجود والتحقق.
ولما استلزم ذلك القول بوجود القدماء الثمانية المركبة من الذات والأوصاف الثبوتية السبعة، ذهبت المعتزلة إلى نفي الصفات عنه تعالى بتاتا لا في مرتبة الذات ولا في مرتبة الفعل،
(١٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 6 7 8 10 11 12 13 14 15 16 17 ... » »»