شرح القصيدة الرائية ، تتمة التترية - الدكتور جواد جعفر الخليلي - الصفحة ٢٩٧
لو حدثتك بفضائل عمر منذ لبث نوح في قومه ما نفدت فضائله وإن عمر حسنة من حسنات أبي بكر وإن النبي صلى الله عليه وآله وسلم التمسه الدعاء لما أراد أن يعتمر.
وإني أتساءل من ابن دحلان عن هذه الفضائل من أين جاءت، أمن زمان كانوا يتعاطون الخمرة والميسر مع مشركي قريش أم في نادي الخمرة التي مر ذكرها ونعيهم قتلى مشركي قريش في بدر أو عند شكوك عمر بالرسول صلى الله عليه وآله وسلم والرسالة في فتح مكة أو اعتراضاته عليه في صلح الحديبية أو تخلفهما عن جيش أسامة ولعن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم المتخلفين وهما جنديين عاديين تحت إمرة أسامة وهو لما يبلغ العشرين وما لا يعد ولا يحصى قبلها وبعدها فمن أين جاءت هذه الفضائل أم هي أتت بعد موت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يوم نكثوا بيعة خليفته ووصيه وأخاه وسلبوا حق بضعته وأسقطوا جنينها وضلت تدعوا عليهما بعد كل صلاة وهي غضبى عليهما أم عند منعهما الخمس عن آل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وإقصائهم آل الرسول صلى الله عليه وآله وسلم عن حقهم ومناصبهم أم لتركهم ومنعهم تدوين وصايا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وسنته أم مخالفتها نصوص القرآن الكريم وسنن رسوله ونهجهم سبيلا يغاير أحكام الله في نصوص كتابه ووصايا رسوله أخص في علي عليه السلام وآل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، لقد حق للشهرستاني في ملله أن يستنكر تلك الفضائل الموضوعة والمدسوسة التي يتبرأ منها الله ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم والتي كذبت على الله ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم، ومن الغريب أن تنطلق أكذوبة مدسوسة مجعولة على لسان رجل يتسنم مقام مفتي مكة دون أن يراعي مقام الرسالة ويجهل تاريخ الرجلين وينسى ما قاما به من مخالفات مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في آخر لحظة من حياته من تخلفهما عن جيش أسامة حتى شملهما لعن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ومخالفاتهما من كتابة العهد الذي طلب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كتابته وهما قد تركا مقامهما في
(٢٩٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 292 293 294 295 296 297 298 299 300 301 302 ... » »»