شرح القصيدة الرائية ، تتمة التترية - الدكتور جواد جعفر الخليلي - الصفحة ٢٩٤
ترى كيف نطق الرجل حقا وصدقا وكيف أن الأمة بقلوبها تهفوا لعلي عليه السلام وتضمر له الود والولاء سوى عصبة كادت لعلي عليه السلام وآل بيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كادت للأمة الإسلامية أن يقودها غير قائدها ويسوسها غير سائسها وتزل عن طريق الصواب إلى الهوة السحيقة وقدر لها أن تتمزق شر ممزق وتقوم فيها الحروب وتملأ نفوسها الأحقاد والضغائن ويبقى الظلم سائدا والإجحاف عاما يسود الغادر ويهاب الفاجر ويقهر صاحب الحق المبين وينزوي التقي الأمين، مكرها صابرا ويبقى رغم ذلك مناضلا ناصرا، ما فتئ للصواب رائدا وللمؤمنين قدوة وقائدا.
قارئ الكريم!
إن أمامنا طريقين فأما أن نفكر في دين وإسلام وإيمان ونرعى أوامر الله ونواهيه التي أوردها في كتابه الكريم وننتهج سبيل الحق وسنن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ونتبع المنطق السليم، ونجعل العقل مرشدنا والوجدان حكمنا فلا مناص إلا أن نتخذ عليا عليه السلام إماما وعلما وخليفة حق بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ونتقبل ما ورد فيه وفي عترته باعتبارها عترة وذرية رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ونعترف بهم قادة حق وإنهم أحرص على بيضة الإسلام وسنة جدهم الذي أشاد بذكرهم وأمر بإطاعتهم ونهى عن مخالفتهم، وإذا أيدنا ذلك بعد تحقيقه عقلا ونقلا مسندا بإجماع الأمة من السنة والشيعة بأفضليتهم على من سواهم كما تحقق لنا عقلا ونقلا، إن حقهم قد اغتصب وإنهم ظلموا وإن الأمة بسبب ذلك تشتت وانحرفت عن صراطها السوي، ولدينا الزمن والتاريخ خير شاهد، وليس بإمكاننا بعد معرفة الحق أن نحيد عنه، ولا يجوز لنا أن نتقبل الظالم والمظلوم والمتجاوز والمكلوم، والكاذب والصادق والمؤمن والمنافق والتقي والفاسق ولا نفرق بين الجاهل والعالم والجبان والباسل والسابق في الإسلام والطليق والأصيل واللصيق. ويلكم كيف تحكمون! فإن فعلنا ذلك فلا نزال في غينا وتعصبنا
(٢٩٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 289 290 291 292 293 294 295 296 297 298 299 ... » »»