شرح القصيدة الرائية ، تتمة التترية - الدكتور جواد جعفر الخليلي - الصفحة ٢٦٨
ومن هو أعظم أفراد البشر كرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مدينة العلم وأخيه علي عليه الصلاة والسلام باب علمه والصحابة المرموقين أمثال ابن عباس وحذيفة وابن مسعود وغيرهم وغيرهم.
نعم كل تلك لم تؤثر في غريزة عمر ولم تؤثر فيه الآية الشريفة في قوله تعالى:
(وبشر عبادي الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه) مما وجدناه في أعماله وأقواله وخططه في انتخاب عماله وسلوكه معهم وأما الطامة الكبرى التي أريد الآن ذكرها والتي سلكها عمر رغم مشورة الصحابة وخالف بها روح الشريعة الإسلامية ووصايا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأحكام القرآن والتي غيرت وجه التاريخ ووصمت الشريعة الإسلامية من قبل أعداءه بأشد الوصمات باعتباره خليفة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وقام بتلك الفجائع هي أمور بالغة في الأهمية مبلغا لا يغتفر وضربة في صميم الشريعة من جهة وألحقها بضربات في القضاء على العقول المفكرة وتأخر البشرية القهقرى قرون وأجيال متطاولة.
ورب سائل يقول وما هي هذه الطامات التي تزعمها. فأقول:
1 - سلب الحرية الفكرية من بين المسلمين وإظهار الرأي والقول والعمل وحبس الصحابة العلماء في المدينة محاطين بأشد الجاسوسية والرقابة وعلى رؤوسهم درته وفي الخارج منع الآخرين من التحدث وإظهار النظر ومطالعة أي كتاب أو علم.
2 - القضاء المبرم على الشريعة الإسلامية في منع تدوين السنة والحديث التي يحتاجها الكتاب أكثر بكثير مما هي تحتاج الكتاب ومنع نشرها والتحدث بها ومعاقبة من نطق بها وتركها بعد موته وموت صاحبه لأهواء المغرضين والنواصب من أعداء محمد صلى الله عليه وآله وسلم وآله وإدخال وإخراج ما راق لهم وتمزيق الشريعة الواحدة إلى فرق ومذاهب نخرت وفتت جسم الأمة والشريعة.
3 - عداءه المبرم للعلماء وكتب العلم في الشرق والغرب أيام فتوحه وأمره
(٢٦٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 263 264 265 266 267 268 269 270 271 272 273 ... » »»