شرح القصيدة الرائية ، تتمة التترية - الدكتور جواد جعفر الخليلي - الصفحة ٢١٧
جمعاء. فقد زادت في زمنه الفتوحات في الشرق والغرب وقد سبق وأدلينا أنه حتى في الحروب لولا الخطط التي أبداها وأشار عليه الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام لكان نصيبه الاندحار وإذا ما راجعتم الكتب التي نشرت من رجال التاريخ في أوربا وترجمت إلى بعض اللغات لوجدت أي أثر لعلي عليه السلام في توجيه الحروب وخططها تلك التي أعيت عمر ولطالما كان يقول لولا علي عليه السلام لهلك عمر، وعقمت النساء أن يلدن مثل بن أبي طالب عليه السلام وما شابه ذلك.
فترى الثروات العظيمة تجبى إلى مقر العاصمة الإسلامية والتي تنشر وتوزع بين الجنود ولكن هل عرف الخليفة أي الثروات أعظم أهي الثروات المادية أم المعنوية للبلاد التي استولى عليها وهدم كيانها وما أسدى لها غير الخراب والدمار والاندحار. فقد أخذ ما لديها من ثروة مادية وقضى على ثروتها المعنوية من علمية وثقافات عامة وحتى لغاتها وضيق على حرياتها بالقول والفعل وأطلق يد ولاته للجباية دون أن يقدم لها من المعارف الإسلامية العظيمة التي جاء بها الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم وكانت غايته الفتح إنما هي نشرها.
من توجيه ووصايا وإرشادات وتفسير مجمل القرآن الكريم وقد كان من الواضح البين أن كتاب الله بحاجة ماسة إلى التفصيل والشرح مما جاء به النبي الكريم صلى الله عليه وآله وسلم وبدونه ستتشابك متشابهاته إلى غموض أخرى تلك التي تبقى في حالة الابهام والغموض أو تقع بيد المفسرين فتتناقض أقوالهم وتخلق حسب الأهواء والأغراض تفاسير جرت إلى تفرق الكلمة وتشتت الرأي وخلق فرق ومذاهب كما عمل ذلك الأمويون فتمزقت الأمة الإسلامية وذهبت مميزاتها العظيمة والأخلاق السامية والعدالة والمسارات ونشر الحريات فعادت جاهلية. قيصرية كسروية في زمن بني أمية وبني العباس يحكم بها الخليفة حكما مطلقا استبداديا والمذاهب والفرق تنخر في جسم الأمة الواحدة يزيدها بلاء أعداء الإسلام في الداخل والخارج للوقيعة والاندحار.
(٢١٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 212 213 214 215 216 217 218 219 220 221 222 ... » »»