شرح القصيدة الرائية ، تتمة التترية - الدكتور جواد جعفر الخليلي - الصفحة ١٥٢
وينهى ويفسر ويشرح ثم يقول بمنع كل ذلك.
ألم يكن من الأجدر بأبي بكر وعمر إذا حقا أرادوا الكتاب والسنة واتباع سنن النبي صلى الله عليه وآله وسلم والمشورة مع الصحابة المقربين أن يجمعوا النخبة الصالحة وهم لا يخفى عليهم الأمر ويعرفون أن عليا عليه السلام كما قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنا مدينة العلم وعلي عليه السلام بابها أن يستنيروا بهديه ورشده وإلا فبالخيار من علماء الصحابة البررة، وعدم الاستبداد بالرأي دون مشورة، والسلوك الذي كانت نتائجه هذه الأرزاء والمحن على الأمة الموحدة، ما هي حجة أبي بكر ولديه خمسمائة حديث جمعها وإذا به ينفي الكل وعمر يستشير الصحابة ويعمل ضد رأيهم كيف يريدون اتباع كتاب الله المجيد الذي قال به عمر وهذا بحاجة لتفسيره وتفصيله وتاريخه وأصول أحكامه والفقه وتفصيل المجمل ولا يمكن ذلك إلا بتدوين الحديث والصحابة لا يزالون في متناول يده ولم يتشتتوا في الشرق والغرب ولم يقتلوا في الحروب ولم يتمزق شملهم هنا وهناك.
كيف أجاز أبو بكر لنفسه أن ينقض نصوص القرآن الكريم برواية مختلقة لفدك وهو المدعي ويطلب البينة من المتصرف المالك ولماذا بقي حائرا من تفسير الكثير من الآيات والنصوص وهو يخبط خبط عشواء في الجدة وغيرها ودونه وصي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وباب علمه ووليه وأعلم الأمة الذي يقول سلوني قبل أن تفقدوني وهو الكريم الجواد لمن سأل ولم يستفد منه حتى لا يعلو شأنه.
كل هذه التبعات نتيجة لإخفاء الحقائق للغصب وتمويه الوقائع ودس ما يريدون ولو ثبتت لما بقي منازع كما هو اليوم في الحق المسلوب والحقوق المضاعة، لهذا تجد أصح الأحاديث والروايات إلى اليوم إنما هي المستقاة من علي وولده عليهم السلام وأحفاده الأئمة البررة المعصومين الطاهرين الأزكياء ونقلهم
(١٥٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 147 148 149 150 151 152 153 154 155 156 157 ... » »»