شرح القصيدة الرائية ، تتمة التترية - الدكتور جواد جعفر الخليلي - الصفحة ١٥١
ألم يكن هناك تفصيل لكثير من النصوص الأخرى القرآنية والنواهي والأوامر، كم هناك أحاديث لها صلة ماسة بآيات قرآنية يجب تدوينها ولكل آية قرآنية حديث رواية وحديث صحيح يلزم معرفته لمعرفة فيم نزلت ليدرك منها المسلمون الحقائق التاريخية والهدف الذي نزلت من أجله.
أليس الواقع أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إنما منع الكذب والتحريم والدس والإلحاف والوضع. نعم هذا هو الصحيح المنطقي والمعقول والمقبول.
فقال (صلى الله عليه وآله وسلم): من كذب علي فليتبوأ مقعده من النار) لأن الكذب على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إنما هو الكذب على الله ولا يعمل ذلك إلا كافر منافق فاسق وظالم كافر لا يؤمن بالله ورسوله وكتابه حتى لو لم يسمع ذلك من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فهناك ما يثبت ذلك في القرآن المجيد. فقد قال الله عز وجل عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم (وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى) وقال تعالى: (وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا).
أي امرئ له ذرة من العقل ويرضى أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يأمر وينهى ويحدث ويهدي ويرشد وينذر ما يهدي به الأمة ثم ينهى من حفظ حقيقة ذلك وتدوينه؟
أليس منع التدوين في زمن أبي بكر وعمر وزمن عثمان هو الذي سبب فيما بعد ضياع الحقائق وإدخال مئات الألوف من الأحاديث الموضوعة وخلقت الفرق والمذاهب والآراء والمناقضات. فعلى من يقع وبال ضياع الحقائق، وعلى من يقع شرور الدس والوضع والجعل والتحريف والكذب على الله ورسوله.
أيستطيع ذو لب أن يقول: إن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهو يأمر
(١٥١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 146 147 148 149 150 151 152 153 154 155 156 ... » »»