رؤية الله في ضوء الكتاب والسنة والعقل - الشيخ جعفر السبحاني - الصفحة ١١
والبينات لهداية الناس، لا تثبت نبوة الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله) وحجية كلامه في مجال العقيدة، ولا يمكن أن نعتمد على النصوص وسنة الرسول في إثبات الصانع ونبوة رسوله.
وهذا هو الذي يفرض علينا أن نستجيب للعقل، باعتباره العمود الفقري للعقائد التي يبنى عليها صرح النبوة المحمدية (صلى الله عليه وآله)، ولذلك نرى أن الكتاب العزيز يثبت هذا الأصل من الأصول بدلالة العقل وإرشاده، فيستدل على أصول التوحيد بمنطق العقل، ويتكلم باسم العقل ويقول: (لو كان فيهما آلهة إلا الله لفسدتا فسبحان الله رب العرش عما يصفون) (الأنبياء / 22)، فيستدل على توحيده ونفي الآلهة المتعددة بقضية شرطية، وهي ترتب الفساد في حالة تعدد الآلهة.
ويقول سبحانه: (ما اتخذ الله من ولد وما كان معه من إله إذا لذهب كل إله بما خلق ولعلى بعضهم على بعض سبحان الله عما يصفون) (المؤمنون / 91).
ويقول سبحانه: (قل لو كان معه آلهة كما يقولون إذا لابتغوا إلى ذي العرش سبيلا) (الإسراء / 42).
فالآيات الثلاث على اختلافها في الإجمال والتفصيل تستبطن برهانا مشرقا خالدا على جبين الدهر.
ويقول سبحانه: (أم خلقوا من غير شئ أم هم الخالقون) (الطور / 35) فيعتمد على الفطرة في إبطال وجود الممكن وتحققه بلا علة وصانع.
كما نرى أتقن البراهين وأوضحها في إبطال ربوبية الأجرام
(١١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 5 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 ... » »»