الكشكول المبوب - الحاج حسين الشاكري - الصفحة ٥
الجاهلية على وجه الأرض، وكأنما دار الزمان دورة كاملة، فعاد كل شئ في حياة الناس إلى موضعه حيث شرعه الله سبحانه وتعالى في الفطرة والتكوين.
وأكد (صلى الله عليه وآله) ذلك في نفس الموقف: " ألا كل شئ من أمر الجاهلية تحت قدمي موضوع " (1).
وبهذا الإعلان أنهى (صلى الله عليه وآله) كل أفكار الجاهلية وقيمها والتصفية الكاملة لها بكل أبعادها، وأعماقها التأريخية والفكرية، وإحلال نظم الإسلام محلها في كل شئ، وهذا هو الانقلاب الكامل في حياة البشرية، من الأصول إلى الفروع، ومن الفكر إلى السلوك، وهو الذي يحدثنا عنه القرآن الكريم في هذه الآية الكريمة:
* (اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا) * (2).

(١) السيرة الحلبية ٣: ٢٦٥.
(2) الآية الثالثة من سورة المائدة، نزلت بعد تنصيب الإمام علي (عليه السلام) إماما يوم الغدير.
(٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « 1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 ... » »»