الكشكول المبوب - الحاج حسين الشاكري - الصفحة ٢٠
والفضل بن العباس فاعتمد عليهما، ورجلاه تخطان الأرض من الضعف، فلما دخل المسجد وجد أبا بكر قد سبق إلى المحراب، يريد إقامة الصلاة بالمسلمين، فأومأ إليه أن يتأخر عنه، فتأخر وقام مقامه وابتدأ الصلاة وأم المسلمين. ولما انفتل من صلاته رجع إلى منزله، واستدعى أبا بكر وعمر وجماعة ممن حضروا بالمسجد من الذين لم يلتحقوا بالجيش، وقد أزعجه عدم انضمامهم إلى الجيش على رغم التأكيدات، والجيش لا يزال مقيما بالجرف في ضواحي المدينة.
قال (صلى الله عليه وآله): ألم آمركم أن تنفذوا إلى جيش أسامة؟
فقالوا: بلى يا رسول الله، وكل واحد منهم اعتذر بعذر واه، فقال (صلى الله عليه وآله): انفذوا جيش أسامة، كرر ذلك ثلاث مرات، وفي بعض الروايات قال: لعن الله من تخلف عن جيش أسامة.
ثم أغمي عليه مما لحقه من الأذى لتجاهلهم أوامره، ومكث فترة من الزمن مغمى عليه، فبكى المسلمون
(٢٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 ... » »»