الشيخ نصير الدين الطوسي وسقوط بغداد - السيد علي الميلاني - الصفحة ٣٤
بالرصد المنجمين والفلاسفة، وجعل لهم الأوقاف، وكان حسن الصورة، سمحا كريما جوادا حليما حسن العشرة غزير الفضل.
حكي أنه لما أراد العمل بالرصد رأى هولاكو ما يقدم عليه، فقال له: هذا العلم المتعلق بالنجوم ما فائدته، أيدفع ما قدر أن يكون؟ فقال: أنا أضرب لك مثلا، يأمر القان من يطلع إلى هذا المكان، ويرمي من أعلاه طشتا نحاسا كبيرا من غير أن يعلم به أحد، ففعل ذلك، ولما وقع كان له وقعة عظيمة هائلة روعت كل من هناك، وكاد بعضهم يصعق، فأما هو وهولاكو فإنهما ما حصل لهما شئ لعلمهما بأن ذلك يقع، فقال له: هذا العلم النجومي له هذه الفائدة، يعلم المتحدث فيه ما يحدث، فلا يحصل له من الروعة ما يحصل للذاهل الغافل عنه، فقال له: لا بأس بهذا، وأمره بالشروع فيه، إلى آخره.
ومن دهائه ما حكي: أنه حصل لهولاكو غضب على علاء الدين الجويني صاحب الديوان، فأمر بقتله، فجاء أخوه إلى النصير وذكر له، فقال النصير... إلى آخره فسعى في خلاص هذا الشخص.
ومما وقف له عليه أن ورقة حضرت إليه عن شخص من جملة ما فيها: يا كلب يا بن الكلب، فكان الجواب منه أما قوله: يا كلب،
(٣٤)
مفاتيح البحث: الجويني (1)، القتل (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 » »»
الفهرست