الشيخ نصير الدين الطوسي وسقوط بغداد - السيد علي الميلاني - الصفحة ٢٩
اللهم إلا أن نرجع الضمير إلى هولاكو، لكن بأمر الخواجة نصير الدين].
واستبقى الفلاسفة والمنجمين والطبايعيين والسحرة، ونقل أوقاف المدارس والمساجد والربط إليهم، وجعلهم خاصته وأولياءه، ونصر في كتبه قدم العالم وبطلان المعاد وإنكار صفات الرب جل جلاله من علمه وقدرته وحياته وسمعه وبصره، واتخذ للملاحدة مدارس، ورام جعل إشارات إمام الملحدين ابن سينا مكان القرآن، فلم يقدر على ذلك فقال: هي قرآن الخواص وذلك قرآن العوام، ورام تغيير الصلاة وجعلها صلاتين، فلم يتم له الأمر، وتعلم السحر في آخر الأمر فكان ساحرا يعبد الأصنام، انتهى ابن تيمية قال: في آخر الأمر تاب نصير الدين الطوسي، قرأنا عبارته في أنه في آخر الأمر تاب نصير الدين الطوسي وكان يصلي وتعلم الفقه وقرأ تفسير البغوي في آخر عمره.
وهذا يقول: تعلم السحر في آخر الأمر، فكان ساحرا يعبد الأصنام!!
وإلى هنا تبين أن ما ينسب سابقا ولاحقا إلى الخواجة نصير الدين الطوسي ليس له سبب، سوى أن هذا الرجل العظيم استفاد من تلك الظروف لصالح هذا المذهب المظلوم، وتمكن من
(٢٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 ... » »»
الفهرست