الأنبياء فوق الشبهات - محمد محمود مرتضى العاملي - ج ١ - الصفحة ١٤٤
وماذا بعد ذلك؟.
هل هي الرحلة الأولى في طريق الإيمان، لدى إبراهيم.. أو هي محاكاة استعراضية للأجواء المحيطة به، فيما يعتقده الناس من ألوهية الكواكب والقمر والشمس.. في محاولة إيحائية لمن حوله بسخافة هذه العقائد وتفاهتها وضعفها أمام المنطق الوجداني الصافي، وذلك من موقع ابتعاده عنها بعد اقترابه منها، مما يعطي لموقفه بعض القوة في الإيحاء، باعتباره الموقف الذي عاش التجربة وعاناها.. ثم تمرد عليها..
ربما كان هذا هو الرأي الأقرب الذي يلتقي مع شخصية إبراهيم فيما حدثنا القرآن عن حياته.. فنحن لم نلمح - في غير هذه الآية - حالة تأثر بالجو المحيط به.. بل ربما نرى الأمر - بالعكس من ذلك - حالة تمرد على البيئة حتى فيما يتعلق بالجو العائلي المتمثل في أبيه الذي نقل لنا القرآن موقف إبراهيم منه.. وقد نستطيع استيحاء الآية السابقة التي حدثنا القرآن فيها عن كلام إبراهيم حول الأصنام التي يعبدها أن هذا الموقف سابق لموقفه من هذه العقائد.. هذا بالإضافة إلى أن الرؤية التي حدثنا الله عنها لملكوت السماوات والأرض.. لا بد أن تكون الرؤية الوجدانية الواعية التي تحاول أن تثير التفكير من خلالها وليست الرؤية البصرية الساذجة.. لأنها تبدأ مع الإنسان منذ اللحظة التي يفتح فيها عينيه على الحياة ليتطلع إلى ما فيه من موجودات يدركها البصر.. وربما كانت كلمة {وليكون من الموقنين} إشارة إلى ذلك، لتلتقي بكلمة {.. رب أرني كيف تحيي الموتى قال أولم تؤمن قال بلى ولكن ليطمئن قلبي..} مما يوحي بأن إبراهيم كان يعيش حالة الفكر الذي يريد أن ينمي من خلاله معلوماته وأفكاره، بكل الأشياء التي تركز قوتها وفاعليتها وثباتها وحركتها أمام التحديات التي تواجهها.. حتى فيما يشبه الأوهام.. ليواجه الصراع الذي يعيشه بانفتاح وقناعة وقوة لا تعرف الضعف ولا التراجع في كل المجالات..
أما الاحتمال الأول، فقد يقربه، أن تكون الحادثة قد حدثت في بداية طفولته، عندما بدأ يتطلع للأشياء، ويفكر في الإله.. في عملية تأمل وتدبر.. في مستوى ذهنية الطفل.. ولعل هذا هو الذي نستوحيه من الجو النفسي الساذج
(١٤٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 139 140 141 142 143 144 145 146 147 148 149 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 المقدمة 7
2 لماذا تثار المسألة مجددا؟ 7
3 انحراف لا يمكن تجاهله 8
4 خطر السقوط إلى الهاوية 8
5 الأصالة والمعاصرة والنموذج المرعب 9
6 اقتحام المسلمات 10
7 مفارقات حداثوية 10
8 ذاتية بلباس الموضوعية 10
9 أبواب الحوار الكرتونية 11
10 صخب أجوف 11
11 الشاذ المطلوب 11
12 تحقير العظيم وتعظيم الحقير 12
13 أخطار فوق أخطار 12
14 العقل والغيب 13
15 محاولة استكشاف أصل المشكلة 13
16 الثقافة المنفردة 13
17 الكفاءة هي الأساس 14
18 رموز الوقت الضائع 16
19 الحوار القمعي 16
20 شخص غير عادي لدور غير عادي 17
21 الزهراء (ع) تتدخل مجددا 20
22 الانحناء أمام العاصفة 20
23 الزهراء (ع) تتدخل من جديد 22
24 الانحناء أمام العاصفة يفجر الموقف من جديد 22
25 الاتصالات تفشل وكتاب مأساة الزهراء (ع) يبصر النور 23
26 ردود الفعل 23
27 المذهب مرمى للسهام 25
28 الخديعة 27
29 رسائل وكتاب 27
30 الكتاب وفق رواية الكاتب 29
31 المؤامرة 30
32 الخبر اليقين: 32
33 الانتقال إلى الخطة الاحتياطية: 33
34 السيد فضل الله يكشف عن الكتاب 33
35 بين الدهاء والفجور 34
36 نصر موهوم 35
37 التحول المنهجي 36
38 مع مقدمة الكتاب: 37
39 أولا: الرسائل التي أفرخت 38
40 ثانيا: الالتفاف 38
41 ثالثا: خسارة الدنيا والآخرة 39
42 رابعا: لكل خطوة مبرر وحجة 40
43 نار الانتظار 41
44 بين الرسائل والكتاب 42
45 لماذا تأخر الرد؟ 43
46 ماذا في الكتاب؟ 44
47 ولا بد من القول: 45
48 كلمة أخيرة 45
49 مدخل 47
50 أولا: إطلالة على منهج الكاتب: 47
51 ثانيا: كتاب خلفيات ومحتواه 49
52 ثالثا: عدم جواز تأخير البيان عن موضع الحاجة 49
53 الفصل الأول: آدم (عليه السلام) 51
54 الآيات القرآنية 54
55 العناوين المشكلة: 56
56 النصوص المشكلة: 56
57 توالد أبناء آدم عليه السلام 57
58 تضليل سافر 57
59 سيغموند فرويد تلميذا 62
60 شاهد... طريف 66
61 قصة آدم عليه السلام والجنة 67
62 معصية آدم عليه السلام كمعصية إبليس والفرق بينهما: 68
63 النسيان وعدم العزم: 73
64 السذاجة: 79
65 الضعف البشري والرغبة المحرمة: 85
66 الدورة التدريبية لآدم عليه السلام: 87
67 طرائف إبليسية 91
68 مقولات تجاهلها الكاتب 95
69 خلاصة الفصل الأول: 99
70 الفصل الثاني يونس (عليه السلام) 103
71 الآيات القرآنية: 107
72 العناوين المشكلة: 108
73 النصوص المشكلة: 108
74 إباق يونس عليه السلام 110
75 ما نقله الكاتب عن العلامة الطباطبائي (قده) 113
76 في المعنى اللغوي للإباق 116
77 في الروايات 120
78 يونس تهرب من مسؤولياته 122
79 قوله تعالى: وهو مليم 125
80 محيط المحيط: ألام: أتى ما لا يلام عليه: 127
81 أقرب الموارد: ألام: أتى ما لا يلام عليه 127
82 تحريفات الكاتب 129
83 أصل الفعل لام بإجماع أعلام اللغة: 130
84 خلاصة الفصل الثاني 133
85 الفصل الثالث إبراهيم (عليه السلام) 135
86 الآيات القرآنية: 139
87 العناوين المشكلة: 139
88 النصوص المشكلة: 140
89 كلام العلامة المحقق 146
90 الاتجاه الثاني وتجاهل الكاتب له 149
91 الأمر الأول: 149
92 الشاهد الأول: حالة التأثر بالمحيط: 150
93 الشاهد الثاني: ظاهر الآيات: 150
94 الشاهد الثالث: الموقف الطفولي: 151
95 القرينة الأولى: الجو النفسي الساذج: 151
96 القرينة الثانية: اللهفة: 152
97 القرينة الثالثة: الكلمات الطفولية والمشاعر الساذجة: 152
98 القرينة الرابعة: الطفل الذي وجد شيئا قد أضاعه: 152
99 القرينة الخامسة: الأشياء الكبيرة والفكر الساذج 152
100 الشاهد الرابع: تفسيره الآيات أولا: 153
101 الشاهد الخامس: اكتشافه عليه السلام للحقيقة: 153
102 الأمر الثاني: 154
103 اللغة العجيبة: 163
104 ظواهر الآيات تدل على عبادة إبراهيم (ع) للكواكب!! 163
105 الآية الأولى:} فلما جن عليه الليل رأي كوكبا قال هذا ربي { 164
106 الآية الثانية:} فلما رأى القمر بازغا قال هذا ربي { 166
107 الآية الثالثة:} فلما رأى الشمس بازغة قال هذا ربي هذا أكبر فلما أفلت قال يا قوم إني بريء مما تشركون { 168
108 اللغة الأعجب: روايات أهل البيت (ع) لا تنسجم مع ظواهر الآيات! 171
109 السذاجة: التطلع نحو الأفق بنظرة حائرة بلهاء 176
110 تشويه رأي العلامة الطباطبائي (قده) 180
111 1 - معرفة إبراهيم (ع) بتنزه الله عن التجسم: 184
112 2 - إبراهيم يبحث عن الرب أم الإله؟: 185
113 3 - كلمة: لا أحب: طفولية؟! 187
114 تحريف كلام الشيخ الطوسي (قده): 188
115 تحريف كلام الطبرسي (قده) أيضا 193
116 أسئلة برسم الإجابة 193
117 خلاصة الفصل الثالث 197
118 الفصل الرابع: موسى (ع) والعبد الصالح 199
119 الآيات القرآنية: 203
120 العناوين المشكلة: 204
121 النصوص المشكلة: 204
122 نسيان موسى عليه السلام 206
123 أ - التحريف الأول: كلام العلامة المحقق: 206
124 ب - التحريف الثاني: رأي الشيخ الطوسي (قده): 208
125 ج - التحريف الثالث: رأي الشيخ الطبرسي (قده): 209
126 د - التحريف الرابع: رأي السيد المرتضى (علم الهدى) (قده): 210
127 ه‍ - الافتراء على الإمام الخميني (رحمه الله) 216
128 و - ماذا عن مقولات (السيد) فضل الله؟! 222
129 الشيخ الطوسي (قده): 223
130 الشيخ الطبرسي (قده): 224
131 الشيخ الطوسي (قده): ليخرج بذلك عن كونه كاذبا: 226
132 الشيخ الطبرسي (قده): ليخرج بذلك من أن يكون كاذبا: 226
133 ابن أبي جامع العاملي: لا خلف: 226
134 العلامة الطباطبائي (قده): لم يخلف الوعد: 227
135 علم الأنبياء وتنجز التكليف 228
136 علام عاهد موسى (ع) الخضر (ع) 241
137 عود على بدء 249
138 في الروايات 251
139 خلاصة الفصل الرابع 253
140 الفصل الخامس: يوسف عليه السلام 255
141 الآيات القرآنية: 259
142 العناوين المشكلة: 260
143 النصوص المشكلة: 260
144 التجاهل من جديد 263
145 ثانيا: الانجذاب إلى الحرام والقبيح لا ينافي العصمة!! 268
146 ثالثا: جسد يوسف (ع) تأثر بالجو (الجنسي) 273
147 رابعا: هم بها، لكنه توقف ثم تراجع: 276
148 خامسا: إيمان يوسف (ع) يستيقظ! 276
149 سادسا: استنفذ كل طاقاته في المقاومة 277
150 سابعا: يوسف (ع) قد لا يكون نبيا آنذاك!! 278
151 الميل الطبعي والتلاعب المعهود بالنصوص 279
152 رياضة القفز من جديد 280
153 الشريف المرتضى (قده): تنزيه يوسف (ع) عن الميل الطبيعي 282
154 الشيخ الطوسي (قده): تنزيه يوسف (ع) عن الميل أيضا 286
155 العلامة المجلسي (قده): 287
156 الرأي المختار ما أومأ إليه الإمام الرضا (ع) 287
157 أولا: كلام الرازي نفسه 289
158 ثانيا: كلام المجلسي (قده): 290
159 العلامة المشهدي: " وقيل " التي أصبحت في خبر كان 292
160 العلامة الطباطبائي (قده): الميل الطبعي لا يسمى هما 293
161 مقولة العزم: الفطنة والنباهة 297
162 الإعجاز القرآني والإخبارات المستقبلية 301
163 الفصل السادس: موسى وهارون عليهما السلام 303
164 الآيات القرآنية 307
165 العناوين المشكلة 307
166 النصوص المشكلة: 308
167 الكيل بمكيالين 311
168 آراء العلماء في مهب التحريف 313
169 أولا: أراد أن يذم فمدح: 313
170 ثانيا: وأن يفضح فافتضح: 314
171 ثالثا: لا غضاضة في أن تكون مظلوما: 317
172 رابعا: دفع توهم الإيذاء: 322
173 خامسا: ماذا عن رأي الشيخ الصدوق (قده): 324
174 سادسا: العلامة المجلسي (قده) أيضا: 325
175 سابعا: وماذا عن المعاصرين: 325
176 ثامنا: تحريف سافر لرأي الشيرازي: 326
177 تاسعا: تأويل غريب عند عقول القاصرين!! 329
178 عاشرا: هل الشيخ السبزواري من القدماء؟!: 331
179 حادي عشر: بنيان على شفا جرف هار: 332
180 ثاني عشر: اللغة التحريضية: 337
181 ثالث عشر: تهافت التهافت: 343
182 الجهل المركب لدى الأنبياء!! 350
183 خلاصة الفصل السادس 357
184 الفصل السابع: موسى عليه السلام وقتل القبطي 361
185 الآيات القرآنية: 365
186 العناوين المشكلة: 366
187 النصوص المشكلة: 366
188 لم تقولون ما لا تفعلون؟! 367
189 الشاهد الأعمى 371
190 استيحاء طريف 372
191 الهروب إلى الأمام 373
192 أغاثا كريستي بعثت من جديد 377
193 صبرا آل ياسر 378
194 لا جريمة كاملة 383
195 عذر أقبح من ذنب 384
196 بين النبوة والبعثة 386
197 عنف يستر تحريفا 389
198 خلاصة الفصل السابع 391
199 الفصل الثامن: نوح عليه السلام 393
200 الآيات القرآنية: 395
201 العناوين المشكلة: 395
202 النصوص المشكلة: 396
203 مقولة التوبيخ: نسبة مؤكدة 397
204 مخالفة إجماع المفسرين: 399
205 أولا: إجماع المفسرين 401
206 الميزان: نوح (ع) يرى أن ابنه مؤمن: 401
207 تفسير الصافي: إنه ليس على دينك: 405
208 الشيخ الطوسي (قده): بشرط الإيمان، أو منافق: 406
209 مجمع البيان: إنه ليس على دينك: 407
210 العلامة الشيرازي: نفاق الابن: 407
211 الشريف المرتضى " علم الهدى ": كان الابن كافرا مخالفا لأبيه 407
212 الشيخ السبحاني: كان الابن متظاهرا بالإيمان مبطنا للكفر 408
213 ثانيا: " السيد " فضل الله ومخالفة الإجماع: 410
214 عود على بدء 412
215 العجائب والغرائب 412
216 خلاصة الفصل الثامن 413
217 الفصل التاسع: النبي داوود (ع) 415
218 الآيات القرآنية: 418
219 العناوين المشكلة: 418
220 النصوص المشكلة: 419
221 قصة داود أمام علامات الاستفهام: 420
222 قطع يخفي تقطيعا: 422
223 وثانيه... الكذب!: 428
224 أي داع هذا؟ 430
225 خدمة أهل البيت (ع)!!: 432
226 الشريف المرتضى (قده): لا أدلة على وقوع الخطأ من داود (ع): 433
227 الشيخ الطبرسي (قده): 436
228 الحكم قبل التثبت قول من جوز الصغائر على الأنبياء: 436
229 ابن أبي جامع العاملي (قده): 437
230 لقد ظلمك قالها: بعد اعتراف صاحبه: 437
231 حقيقة رأي صاحب (من وحي القرآن) 437
232 الفرق الشاسع 442
233 الدعاوى الفارغة 443
234 الأولون والآخرون 444
235 1 - الشيخ الطوسي (قده): إجعلني كفيلا لها: 445
236 2 - الطبرسي: إجعلني كافلها: 445
237 3 - العلامة المشهدي: كما أكفل ما تحت يدي: 446
238 4 - العلامة الطباطبائي (قده): اجعلها في كفالتي: 446
239 5 - الشيخ السبحاني: إجعلها في كفالتي: 446
240 تحريض جديد 447
241 هل نبي الله داود (ع) بلا تقوى؟! 447
242 خلاصة الفصل التاسع 449
243 الخاتمة 451